276

Imam Abu al-Hasan al-Daraqutni and His Scientific Contributions

الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية

Publisher

دار الاندلس الخضراء

Genres

حديث مرفوعا واحدًا.
وهكذا ... إلخ هذا النوع من الأبواب.
حقا، إن الدَّارَقُطْنِيّ قد اعتنى في سننه بالمسائل الفقهية، وجعلها الغاية الأولى من تصنيفه هذا الكتاب، لذلك نراه يتفنن في تسمية الأبواب وتنويعها وسرد طرق الأحاديث وبيان وجوه اختلافها والتعقيب عليها ليصل في النهاية إلى غرضه.
وهو إفهام القارئ أن هذا الحكم الفقهي صحيح أو ليس بصحيح.
وما أجدر أن يعتني بالكتاب الفقيه الذي يروم التثبت في صحة السنن والآثار إلى جانب الفهم الاجتهاد.
ولكل ما تقدم رأيت بعض الباحثين يذكرون أن للدارقطني كتابًا في فقه المذاهب، وما أظنهم يعنون إلا كتاب "السنن""١".
ولا أظن أن له كتابًا في الفقه غيره.
فالخلاصة أن كتاب "السنن" للدارقطني وإن كان كتاب حديث إلا أنه في تبويبه وترتيبه وإلماحه إلى آراء العلماء وفتاويهم، يدل على فقه مؤلفه وعنايته بالفقه.
٣- عنايته بالرجال جرحًا وتعديلًا:
إن عناية الإمام الدَّارَقُطْنِيّ في سننه بالرجال جرحًا وتعديلًا أمر واضح جدًا في كل صفحة تقريبًا، وفي كثير من الأحاديث التي ذكرها.
وإن أكبر دافع لي في اختيار البحث هو الثروة الكبيرة في كلامه على الرواة توثيقًا وتجريحًا.

"١" انظر: بحث "المصنفات المنسوبة له خطأ"، في "الباب الثاني".

1 / 289