269

Imam Abu al-Hasan al-Daraqutni and His Scientific Contributions

الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية

Publisher

دار الاندلس الخضراء

Genres

أما الذين بين حالهم في موضع من السنن دون موضع فكثير. ويحصل له أحيانًا أنه يذكر الراوي الضعيف أو المتروك في أول الكتاب ويسكت عنه، ويذكره في آخر الكتاب ويبين حاله.
والدَّارَقُطْنِيّ في الحكم على الأحاديث في "السنن" له ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يحكم على الحديث بالصحة أو الحسن، وهذا قليل جدا.
الحالة الثانية: أن يحكم على الحديث بالرّد، وهذا كثير جدًا.
الحالة الثالثة: أن يورد الحديث ويسكت، وهذا كثيرا جدًا أيضًا.
ثانيًا: مقاصد الكتاب:
بما أن كتاب السنن قد أُلف لجمع غير المحتج به من السنن -في الغالب لأنه يخرج أحاديث محتجًّا بها أحيانا- فإن الإمام الدَّارَقُطْنِيّ قد عنى فيه بثلاثة أشياء هي:
أ - علل الحديث.
ب- الفقه.
جـ- الكلام عن الرجال جرحًا وتعديلًا.
وسأتحدث عن هذه الأمور كلها على الترتيب:
١- عنايته بعلل الحديث:
سنن الدَّارَقُطْنِيّ في حقيقته إذا نظرنا إليه من زاوية كشف علل الحديث، فإننا لا نشك أنه يقرب كثيرا من كتب "علل الحديث"، حتى لا أكاد أُنكر على من يُصنف هذا الكتاب ضمن كتب العلل ككتابه في العلل، والعلل

1 / 282