وغنت فيه لحنًا من خفيف الرمل، فاستحسنه المتوكل وأمرها أن تدخل إلى قبيحة فتنشدها الشعر وتغنيها به، ففعلت.
فقالت لها قبيحة فأجيبيه عني فقالت:
يا سيدي أنت حقًا سمتني الأرقا! ... وأنت علمت قلبي الوجد والحرقا!
لولاك لم أتألم علة أبدًا ... لكن على كبدي أسرفت فإحترقا!
إذا شكوت إليه الوجد كذبني ... وإن شكا قال قلبي خيفة: صدقا!
وخرجت إليه أنشدته الشعر وغنت فيه وفي الشعر الأول، لحنًا واحدًا.
أخبرني جعفر بن قدامة، قال حدثني أحمد بن حمدون، قال: قال دخلت عريب على المعتمد يومًا، وهو مخمور يتململ خمارًا، فأخذت دواة ودرجًا، وقالت هذا الشعر، وغنت فيه لحنًا من الهزج، فجلس وقال: أحسنت وحياتك! ودعا بقدح فشربه، ودعا بالطعام، فأكل وشرب على الصوت بقية يومه، والشعر:
قلبي هام بأحمد ... لا بالظباء الخرد
بعديك كل أحمد ... بعد النبي أحمد:
الهاشمي الأبطحي ... القرشي المهتدي!
فأجازها، يومئذ، بجوائز سنية، حسنة، من مال وجوهر، وطيب وثياب.
أخبرني عمي الحسن بن محمد، قال حدثني أحمد بن المرزبان، قال: دخلت عريب على المتوكل، في أول يوم في المحرم، وهو مقيم