وإن في استعمال هذه الحركات مع الحروف الفارسية مسهلا كبيرا للدلالة على أصل كثير من الحروف الأعجمية، وقد لا يصعب مع التوسع بها قليلا، والاصطلاح على أوضاع لسائر حروف الأعاجم التي لا نظير لها في العربية والفارسية أن يتوصل كتاب العرب إلى الدلالة على منطوق جميع الحروف في سائر اللغات، وإن كان النطق ببعضها يظل مستحيلا على من لم يألف قراءة اللغة المعربة أعلامها، والتلفظ بحروفها الأصلية، وعلى كل حال لا يجوز الإكثار من هذه الاصطلاحات، ولا يسوغ استعمالها إلا في أحوال خاصة.
النبر
وقد راعيت النبر، أي: موقع المد في اللفظة (accent)
ما أمكن فقلت مثلا: آرس ولم أقل أريس إلا حيث اضطرتني ضرورة الشعر، ورجائي أن يكون ذلك قليلا.
التصرف بالحروف والحركات
ولم أتصرف في الحروف والحركات إلا فيما ندر، ووجهتي في ذلك تقريب اللفظة لمسمع القارئ العربي دون أن أعبث بمادة الأصل كما قلت مثلا: صفية تعريبا لاسم أنثى أصلها صفيو أو سفيو.
وأما حروف العلة التي نعبر عنها بحركات فقد تحاشيت تغييرها عن مواضعها كما وقع في كثير من كلام العرب في الشعر، ولا سيما المولدين منهم كقول ابن هانئ:
ونحت بنو العباس منك عزيمة
قد كان يعرفها المليك الهرقل
وكان حقه أن يقول هرقل، فغلبته القافية، وأمثال هذا كثيرة في شعر المتنبي وأبي تمام وغيرهما.
Unknown page