L’ennemi tortueux don’t il est entouré.
Le sary tombe des airs. Il déchire, il dérore
Le repile acharné qui le combat encore;
Il le perce; il le tient sous ses ongles vainqueurs;
Le monster, en expirant, se débat, se replie;
Il exhale en poison les restes de sa vie;
Le rejette en fureur, et plane au haut des cieux
وإن أمثال هذه المنقولات عن المعاني الهوميرية مما يملأ الأسفار، ولم يعب عليها هؤلاء الشعراء إلا من تعمد السرقة، وشف نهجه عن ادعاء الابتكار على نحو ما نرى الكثيرين من المتطفلين على الشعر في هذا العصر.
فعل الحضارة في استهجان المستحسن واستحسان المستهجن في التشبيه والمجاز
إن مما بهت له بعض المتأخرين من نقلة الإلياذة، وأشكل عليهم في لغاتهم تشبيه الإنسان في بعض أحواله بأنواع من الحيوان ينظرون إليها بعين المهانة، ويضعها هوميروس موضع العزة والكرامة، وهذا ولا ريب من نتائج طول العهد بالحضارة، ولا أعلم أهي حسنة لهذه الحضارة تمدح عليها أم سيئة تؤاخذ عليها، وإنما اعلم أن في أصناف كثيرة من الحيوان مزايا يعز على الإنسان أن يتصف بأحسن منها، ولا أذكر حيوانا تقادم العهد على وضعه موضع الحس والهوان كالكلب، فقد عرض هوميروس بذكره مرارا للسباب والتحقير، وهكذا فعل أكثر الكتاب من المتقدمين، وفي شعر العرب، وكلام مؤرخيهم وأدبائهم من هذا المعنى ما لا يدركه حصر، فلا يكادون يشيرون إلى شخص يريدون إزدراءه أو شتمه إلا قالوا «هذا العلج الكلب» و«هذا الكلب البذيء» وما أشبه، فكأنهم تناسوا جميع ما في هذا الحيوان الأمين من كرم الخلال، وأغاروا على شيء من الدناءة فيه، وإن كان لم يستأثر بها دون سائر الحيوان ناطقا كان أو غير ناطق، ومع ذلك فقد وفى هوميروس كل صفة حقها، فهو إذا وصف الكلب بالبذاءة فما أغفل سائر ما فيه من الخصال، فأطرأ أمانته ومهارته في تقفي القنيصة، وبسالته في تأثر الضواري، وفعل فعله شعراء الجاهلية مما عرضناه بشعر هوميروس في موضعه.
Unknown page