78

Ikhtiyār al-ʾūlā fī sharḥ ḥadīth ikhtiṣām al-malaʾ al-aʿlā; al-muʾallif: Zayn al-Dīn ʿAbd al-Raḥmān b. Aḥmad b. Rajab b. al-Ḥasan, al-Salāmī, al-Baghdādī, thumma al-Dimashqī, al-Ḥanbalī (al-mutawaffā: 795 H).

اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)

Editor

جسم الفهيد الدوسري

Publisher

مكتبة دار الأقصى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦ - ١٩٨٥

Publisher Location

الكويت

Genres

Ḥadīth
(أنه قال: " إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ". فأشرف أسمائه: عبد الله، ولهذا سمي بهذا الاسم في القرآن في أفخر مقاماته، فلما حقق (عبوديته لربه حصلت له السيادة على جميع الخلق.
كان كثير من العارفين في مناجاته لربه: كفى بي فخرًا أني لك عبد، وكفى بي شرفًا أنك لي رب. وكان بعضهم يقول: كلما ذكرت أنه ربي وأنا عبده حصل لي من السرور ما يصلح به بدني:
شرفُ النفوس دخولها في رقِّهم ... والعبدُ يحوي الفخر بالمُتملِّك
وكان أبو زيد البسطامي ينشد:
يا ليتني صِرت شيئًا ... من غير شيء أُعدُّ
أصبحت للكل مولى ... لأنني لك عبدُ
فمن انكسر قلبه لله ﷿ واستكان وخشع وتواضع جبره الله ﷿، ورفعه بقدر ذلك، وفي الأثر المشهور: أن الله ﷿ قال لموسى على نبينا وعليه السلام حين سأله: أين أجدك؟. قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، فإني أدنو منهم كل يوم باعًا ولولا ذلك لانهدموا. وروي عن عبد الله بن سلام أنه فسره، فقال: هم المنكسرة قلوبهم بحب الله عن حب غيره. وفي الحديث المشهور المرفوع: " إن الله تعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا تجلى لقلوب العارفين عظمة الله وجلاله وكبرياؤه اندكت

1 / 114