عليه السلام أنكر على العبد الصالح ، من قبل نظره قتل الغلام وخرق السفينة ، وإقامة الجدار . وكان الحق عند الله فيما أنكره من قبل نظره فلو ثبت النظر لثبت لأنبياء الله ورسله صل الله عليهم وسلم وإن كنت تزعم إن كل ما استحسنته بنظرك حلال ، وما استقبحته حرام ، فهذا (245) استغناء منك عن الكتاب والسنة ، ورغية عن حكم الشريعة ، فان قلت ذلك فقد كفيتنا فى هذا الإب شغب المناظرة فيه، ورجعنا معك إلى إيات الشريعة والنبوة والتسليم لما فيهما، والقبول عنهما حتى نقررك على ذلك . قالوا ومن الدليل على النظر وحجة العقل .
إجماع الناس على تصويب من أتى بما يستحسنه العقل ، وشهادتهم بالخروج عت الحكمة على من أنى بغير ذلك ، مما يميل إله طعه وتشتهيه نفسه .
وذلك إن قائلا لو قال إن فلانا يتبع هواه، ويميل إلى ما تشتهيه نفسه لكان قد ذمه، ولو فال إنه يعمل بما يحسن فى عقله ، وما يؤديه إليه نظره ، لكان قد مدحه ، قالوا وهذا كله بين عندكل عاقل قالوا ومن الدلالة أيضا أن للعقل أعمالا ، إجماع الناس من متدين بشريعة ، وغير متدين بها على تعظيم العقلاء وتجيلهم والاستنامة إلى آرائهم ، والتشبه بهم والاقتداء بجميل أفعالهم . قالوا فإن لم يكن للعقل عمل فلأى شيء يفضل الناس العقلاء ، ويحلونهم (ان2) ويستنمون إلى آرانهم ، وما معهم من العقل ، لا يدركون به حقيقة ، ولا يميزون به خطأ من صواب، ولا حقا من باطل، ولا حسنا من قبيح، ولا جورا من عدل
Page 124