خصمهم مؤنة الاحتجاج عليهم ، ورد القول فيما موهوا به من باطلهم ، ومن دفع حجة الخبر ، وأثبت حجة النظر فقد كفر فيمن كفر ، لأنه يدفع بذلك التنزيل وأخبار الرسول ، ويثبت بزعمه النظر وحجج العقول : وكف بقائل هذا خزية وفراقا للملة . وقالوا فى إثبات النظر بزعمهم لركان كل شيء لا يثت إلا بالخبر ، لكان من نظر إلى رجل يذبح غلاما ، أو يقذف به فى نار ، أو لجة بحر غير مستدل على ظله إياه إلا بالخبر .
قلذا أبطل ذلك فلا بد للجور والعدل من علامة يعرفان بها ، واستحان الحسن من ذلك ، واستقباح القبيح هو النظر الذي ولد علم ذلك . فهذا قول إذا حصل كان دأفعا لاعتقاد الشرائع مبيحا لاستعمال الهواء ، والنظر فى الدين بالآراء ، ونحن ترد على هذا القائل من نص لفظه الذى جاء به واحتج بالمحال فيه . فنقول إن كنت مقرا بالشريعة فنحن نقول لك (ناة2) إن استقباح ذبح الغلام لم يكن قبيحا إلا بالخبر عن الله عزوجل وعن رسوله الذي جاء بتحرمم ذلك ومنعه ، وإلا فا الفرق بين ذلك وبين ذيح سنحل بهيمة من بهائم الأنعام ، وتحرن وأنت لا ننكره ، ولا نستقبحه إذ كانت الشريعة قد أباحته ، والاخبار عنها قد أحلته ، فبالخبر استحسنا هذا واستقبحنا ذلك لا بالنظر . ولو كان ذلك بالنظر لكان الأمر فيهما واحدا إذ هما نفسان وضربان من الحيوان . وبعد هذا فان الأنبياء صلوات الله عليهم كانوا أصح خلق الله نظرا، وعقولا وتميزا، فما استعملو ذلك فى شيء من دين الله ولا اتبعوا إلا ما يوحى إليهم ، وهذا موسى
Page 123