Ihbar al-ʿulamaʾ bi-ahbar al-hukamaʾ
اخبار العلماء بأخبار الحكماء
Investigator
إبراهيم شمس الدين
Publisher
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
Edition Number
الأولى 1426 هـ - 2005 م
عبادته وكانت الصورة على غاية ما يمكن من إظهار أهبة الوقار عليها والعظمة في هيأتها ثم صوره مرتفعا إلى السماء وكان إذا دخل الهيكل جلس بين يدي الصورة معظما لها كحالته في حالة الوجود ولم يزل على ذلك إلى أن مات وقد قيل أن هذا سبب عبادة الأصنام فإن صاب بن إدريس وقيل ابن ملك عظم الأصنام وجعلها آلهة لتعظيم إسثقلبيوس لهذه الصورة التي وجدت في هيكله ولما استولى اليونانيون بعد الطوفان على الأرض التي بها إسقلبيوس ملكا ورأوا الهيكل والصورة في حالة جلوسها على كرسيها وحالة ارتفاعها إلى السماء ظنوا أنها صورة اسقلبيوس وبعد عليهم حديث هرمس فعظموا إسقلبيوس وظنوه أول من تكلم في الحكمة على الإطلاق ونسبوا أنه أول من تكلم بها في أرضهم لا غير حتى قال جالينوس في ذكره أنه لم يكن بحث المتقدمين من يونان عن إسقلبيوس بحثا يسيرا ولقد أقسمت به يونان على متعلميهم مقترنا بالقسامة بالله تعظيما له قال بقراط في عهوده أقسم عليكم معاشر الأولاد بخالق الموت والحياة وبأبي وأبيكم إسقلبيوس هكذا رأيته في تراجم كتاب العهود قال جالينوس في تفسيره لهذا الكتاب الذي يتناهى إلينا من قصة إسقلبيوس قولان أحدهما لغز والآخر طبيعي أما اللغز فيذهب فيه إلى أنه قوة الله تبارك واشتق وتعالى واشتق لهذا الاسم من فعلها وهو منع اليبس وذكر ابن جلجل أن إسقلبيوس هذا تلميذ لهرمس المصري وكان مسكنه أرض الشام وذكر جالينوس في كتابه الذي ألفه في الحث على الطب أن الله أوحى إلي اسقلبياذس لأن اسميك ملكا أقرب من أن أسميك إنسانا وكر بقراط في كتاب إيمانه وعهده أن هذا الاسم أعني إسقلبياذس في لسان اليونانيين مشتق من البهاء والنور والطب صناعة إسقلبيوس وأنه لا يجب تعاطيها إلا لمن كان على سيرة إسقلبيوس من الطهارة العفاف والتقى وأنه لا بجل أن يعلم الشرار ولا ذوي الأنفس الخبيثة وإنما يجب أن يتعلمها الأشراف والمتألهون أعني العارفين بالله عز وجل وذكر بقراط في هذا الكتاب أنه ارتفع إلى الهواء في عمود من نور وذكر جالينوس في مقالته الأولى إلى اغلوقن الفيلسوف فقال لو كنت
Page 14