220

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

من ثبت في عقله المحال الرابع في أن من عادات الفضلاء عند قراءتهم كتب القدماء أن لا تعلموا في علمائها يظن إذا رأوا في المطلب تباينها وتناقضا لكن يخلدون إلى البحث والتطلب الخامس في مسائل مختلفة صادرة عن براهين صحيحة في المقدمات صادقة تلتمس أجوبتها بالطريقة البرهانية السادس في تصفح مقالته في المباهلة التي ضمن فيها أنني أسأله ألف مسألة ويسألني مسألة واحدة السابع في تتبع مقالته في النقطة الطبيعية والتعيين على موضع الشبهة في هذه التسمية فامتثلت المرسوم معتذرا إليه غير أنني أسأله بإله السماء وتوحيد الفلاسفة إذا هو طلق عنان القلم واستخدم في بيانه برهان الهمم وأبرز النتيجة كالبدر من حندس الظلم أعفى عبده من السفه الذي حظه في سماعه أكثر من حظ الشيخ في مقاله وعدل به إلى الجواب عن نفس السؤال يما يبين به الصواب بقلب طاهر تقي خال من دون الغضب فثامسطيوس يقول قلوب الحكماء هياكل الرب فيجب أن تنظف بيوت عبادته وفيثاغورس يقول أن العوام تظن أن الباري تعالى في الهياكل فقد فتحسن سيرتها فيها كذلك يجب على من علم الله في كل مكان أن تكون سيرته في كل مكان كسيرة العامة العاملة والله يعينه على كسر العصبية ويرشدنا إلى المضي بموجب الناطقة ويعينه على الملتمس ومن هذه الرسالة المذكورة الفصل الثاني في أن الذي علم المطالب من الكتب علما رديا شكوكه بحسب علمه يعسر حلها في أن العالم بالمطالب علما رديا شكوكه لا تنحل أن الشك أتى من تقصيره بالعلم وكلما فسد العلم قوي الشك وكلما قوي الشك فسد العلم فضعف العلم يؤدي إلى قوة الشك وقوة الشك تؤدي إلى ضعف العلم وهما شيئان كل واحد منهما علة لصاحبه كالسوداء التي هي سبب لرداءة الفكر ورداءة الفكر سبب لاحتراق الأخلاط وانقلابها إلى السوداء والسوداء كلما قويت أفسدت الفكر والفكر كلما فسد قويت السوداء ولأن الفاسد الفكر لا يتصور فساد فكره فلا يسرع في زوال مرضه كالذي به عضة كلب كلب يعتقد أن الماء يقتله وفيه حياته وكلما امتنع منه أدى إلى هلاكه وهذا هو الداء العياء الذي يعجز عن طبه وبرئه الأطباء كذلك المعتقد في الآراء الماحلة أنها صحيحة لا يشعر برداءتها فيلتمس علتها على الحقيقة ولعدم علمه بالتقصير لا يزيل شكه العالمون ولا يرجي لنفسه برء منه إلا بلطف من رب العالمين ومن ههنا تتولد الآراء الفاسدة السقيمة ويثقلها

Page 226