214

Akhbār al-ʿulamāʾ bi-akhbār al-ḥukamāʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Editor

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition

الأولى 1426 هـ - 2005 م

Regions
Syria

بابن الخطيب كان في زمننا الأقرب قرأ علوم الأوائل وأجادها وحقق علم الأصول ودخل خراسان ووقف على تصانيف أبي علي بن سينا والفارابي وعلم من ذلك علما كثيرا ورحل إلى جهة ما وراء النهر لقصد بني مازة ببخارا ولم يلق منهم خيرا وكان فقيرا يومئذ لا جدة له وذكر لي داود الطبي التاجر المدعو بالنجيب وكان يشارك في أخبار الناس قال رأيت ابن الخطيب ببخارا مريضا في بعض المدارس المجهولة وشكا إلى إقلاله فاجتمعت بالتجار المستعربين وأخذت منهم شيئا من زكاة أموالهم وأرفقته بذلك وخرج من بخارا وقصد خراسان واتفق اجتماعه بنحو ارزمشاه محمد بن تكش فقريه وأدناه ورفع منزلته وأسنى رزقه واستوطن مدينة هراة وتملك بها ملكا وأولد أولادا وأقام بها حتى مات ودفن بظاهر هراة عند جبل قريب منها وأظهر ذلك والحقيقة أنه دفن في داره وكان يخشى أن العوام يمثلون بجنته لما كان يظن به من الاتحال.

وله تصانيف في الأصول وتصانيف في المنطق وفسر القرآن تفسيرا كبيرا وكان علمه محتفظا من تصانيف المتقدمين والمتأخرين بعلم لك من يقف عليها ورأيت في تاريخ لبعض المتأخرين ذكر فخر الدين بن الخطيب فقال محمد بن عمر بن الحسين الرازي أبو المعالي المعروف بابن خطيب الري فخر الدين كان من أفاضل أهل زمانه ي القدماء في الفقه وعلم الأصول والكلام والحكمة ورد على أبي علي بن سينا واستدرك عليه وكان عظيم الشأن بخراسان وسارت مصنفاته في الأقطار واشتغل بها الفقهاء وكان يطعن على الكرامية ويبين خطأهم فقيل أنهم توصلوا إلى إطعامه السم فهلك وكان يركب وحوله السيوف المجذبة وله المماليك الكثيرة والمرتبة العالية والمنزلة الرفيعة عند السلاطين الخوارزمشاهية وعن له أن تهوس بعمل الكيمياء وضيع في ذلك مالا كثيرا ولم يحصل على طائل ومولده في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وتوفي في ذي الحجة سنة ست وستمائة.

ومن تصانيفه كتاب تفسير القرآن الكبير سماه مفاتيح الغيب سوى تفسير الفاتحة وأفرد لها تصنيفا اثني عشر مجلدا بخطه الدقيق. كتاب تفسير القرآن الصغير سماه أسرار التنزيل وأنوار التأويل. كتاب نهاية العقول. كتاب المحصول في علم الأصول. كتاب المحصل. كتاب الملخص في الحكمة.

Page 220