Ihbar al-ʿulamaʾ bi-ahbar al-hukamaʾ

Ibn al-Qifti d. 646 AH
102

Ihbar al-ʿulamaʾ bi-ahbar al-hukamaʾ

اخبار العلماء بأخبار الحكماء

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان

Edition Number

الأولى 1426 هـ - 2005 م

الأطباء ولما سئل عن سبب العلة قال هذه الجارية انصب إلى أعضائها وقت المجامعة خلق رقيق بالحركة وانتشار الحرارة ولأجل أن سكون حركة الجماع يكون بغتة جمدت الفضلة في بطون الأعصاب وكان كان يحلها إلا حركة مثلها فاحتلت حتى انبسطت حرارتها وحلت الفضلة فبرأت وهذا من الحيلة في البرء ولهذا قيل في كتاب امتحان الطبيب أنه يجب أن يكون الطبيب متيقظا ذكيا له قدرة على استعمال القياس يستخرج للعلاج من تلقاء نفسه.

وكان محلو يقوى ويعلو في كل وقت حتى أن الرشيد قال لأصحابه كل من كانت له حاجة إلي فليخاطب فيها جبرائيل لأني أفعل كل ما سألنيه ويطلبه مني فكان القواد يقصدونه في كل امورهم وحاله يتزايد ومنذ يوم خدم الرشيد وإلى أن انقضت مدته خمس عشرة سنة لم يمرض الرشيد فحظي عنده وفي آخر أيام الرشيد عند حصوله بطوس مرض المرضة التي توفي فيها وسنذكرها إن شاء الله تعالى.

قال يوسف بن إبراهيم مولى إبراهيم بن المهدي سأل مولاي أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي جبرائيل بن بختيشوع عن مسكن جالينوس أين كان من أرض الروم فذكر أن مسكنه كان متوسطا لأرض الروم وأنه في هذا الوقت في طرف من أطرافها وذكر أن حد الروم كان في أيام جالينوس من ناحية المشرق مما يلي الفرات القرية المعروفة ينقبا من طسوج الأتبار وكانت مسلحة يجتمع جند فارس والروم ونواظرهما فيها وكان الحد من ناحية دجلة دارا إلا في بعض الأوقات فإن ملوك فارس كانت تغلبهم على ما بين دارا ورأس العين وكان الحد فيما بين فارس والروم من ناحية الشمال أرمينية ومن ناحية المعرب مصر إلا أن الروم قد كانت تغلب في بعض الأوقات على أرمينية فتلقيت قوله بالإنكار له وجحدت أن تكون الروم غلبت على أرمينية إلا على الموضع الذي تسمى بأرض الروم أرميناس فإن الروم يسمون أهل هذا البلد إلى هذه الغاية الأرمن فشهد له مولاي أبو إسحاق إبراهيم بن المهدي بالتصديق وأتي بالدليل على ذلك لم أدفعه وهو نمط أرمني كأحسن ما رأيت من الأرمني صنعة فيه صور جوار يلعبن في بستان بأصناف الملاهي الرومية وهو مطرز مسمى باسم ملك الرزم فسلمت لجبرائيل ورجع الحديث إلى القول في جالينوس قال واسم البلد الذي ولد فيه

Page 108