270

Ijtimāʿ al-juyūsh al-islāmiyya ṭālib ʿālam al-fawāʾid

اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد

Editor

زائد بن أحمد النشيري

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

وَفِي الْأَرْضِ﴾ [الأنعام/٣]، وبقوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ [المجادلة/٧] وزعموا أن الله سبحانه في كل مكان بنفسه وذاته، تبارك اسمه (^١) وتعالى جده.
قيل لهم: لا خلاف بيننا وبينكم وبين سائر الأمة أنه ليس في الأرض دون السماء بذاته، فوجب حمْل هذه الآيات على المعنى الصحيح المجمع (^٢) عليه، وذلك أنه في السماء إله معبود من أهل السماء، وفي الأرض إله معبود من أهل الأرض، وكذا قال أهل العلم بالتفسير، وظاهر هذا التنزيل يشهد أنه على العرش، فالاختلاف في ذلك ساقط، وأسعد الناس به من ساعده الظاهر، وأما قوله في الآية الأخرى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾ فالإجماع والاتفاق قد بيَّن أن المراد بأنه معبود من أهل الأرض. فتدبر هذا فإنه قاطع.
ومن الحجة أيضًا في أنه ﷿ على العرش فوق السماوات السبع: أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم (^٣) إذا كربهم أمرٌ ونزلت (^٤) بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء، ونصبوا أيديهم رافعين

(^١) سقط من (ب)، ووقع في (ظ): «الله» بدل «اسمه» وكتب عليها الناسخ: «كذا».
(^٢) في (أ، ب، ت، ع، مط): «المجتمع».
(^٣) في (ب): «من العجم والعرب».
(^٤) في (أ، ب): «أو نزلت».

1 / 211