Ijazat Ibn Yahya
إجازة العلامة أحمد بن يحيى حابس
Genres
وعن أبي طالب عليه السلام في الأمالي أنه قال: أخبرني أبي رحمه الله، قال أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، قال حدثنا علي بن الحسين، عن هارون بن مسلم ، عن مسعد بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليه السلام أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يارسول الله أوصني، فقال له: ((هل أنت مستوص إن أوصيتك حق)) قال له ذلك ثلاثا في كلها يقول الرجل: نعم يارسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((فإني موصيك، إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك رشدا فامضه، وإن يك غيا فانته عنه)).
وعن الإمام المتوكل على الله عليه السلام أحمد بن سليمان أنه قال لعلي عليه السلام: ((عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الخاطر))، فقلت: زدني ياسول الله صلى الله عليك، فقال: ((إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك خيرا فاتبعه، وإن يك غيا فدعه)) رواه أبو طالب في أماليه أيضا ونحوه.
فلو كان التحليل والتحريم في ذلك يفتقر إلى القصد لما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتدبر العاقبة، إذ لو لم يتدبرها لم يعرفها فضلا عن أن يقصدها.
ومن العجيب أنهم يفتون بتحريم التراخي عن إزالة الجدار إذا كان مائلا يخاف وقوعه على ما في الطريق، ولا يشترطون في ذلك قصدا، وإنما يجعلون ذلك [471] حراما بمجرد العلم به، ويقولون في مسألتنا هذه بخلاف ذلك من غير فرق يجدونه، وهم يعلمون أن تسليم المال إلى الجبارين تكثير سوادهم، وانتشار فسادهم، وسفك دماء المسلمين، وظلم الأرامل والأيتام والمساكين.
وأما قولهم: يلزم أن يسمى الله معينا على العاصي لإعطائه لهم ما استعانوا به على ظلمهم، فمعارص بأنه يلزمهم أن سموا الله تعالى مقويا على المعصية؛ لأنه خالف القوى للعاصين وغيرهم، ولا محيد لهم عنه، حيث جعلوا شبه ذلك لازما.
Page 86