161

Ījāz al-bayān ʿan maʿānī al-Qurʾān

إيجاز البيان عن معاني القرآن

Editor

الدكتور حنيف بن حسن القاسمي

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ هـ

Publisher Location

بيروت

غير حركتها فإن كنت ربّا فحرّكها بحركتها فهو أهون.
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ: أي دهش «١» .
٢٥٩ لَمْ يَتَسَنَّهْ: إن قلت: سانيته مساناة «٢» وجمعته على سنوات، فالهاء للوقف «٣» .
وإن قلت: سانهت «٤» وجمعت على سنهات فالهاء لام الفعل «٥»، أي: لم يتغير باختلاف السّنين، أو لم يتصبّب، أي هو على حاله وكما تركته، فيكون لم يتسن: لم يأخذ سننا أو سنّة الطريق.
وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً: علامة في إحياء الموتى. وقيل «٦»: بل الآية أنه

(١) قال الجوهري في الصحاح: ١/ ٢٤٤ (بهت): «وبهت الرجل- بالكسر- إذا دهش وتحيّر.
وبهت- بالضم- مثله، وأفصح منها بهت، كما قال جل ثناؤه: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ لأنه يقال رجل مبهوت ولا يقال باهت ولا بهيت» .
وانظر تفسير الماوردي: ١/ ٢٧٤، ومفردات الراغب: ٦٣، وتفسير الفخر الرازي:
٧/ ٢٩، وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ٧٩: «فبهت: انقطع، وذهبت حجته ...» .
(٢) نقل القرطبي في تفسيره: ٣/ ٢٩٣ عن المهدوي قال: «ويجوز أن يكون أصله من سانيته مساناة، أي عاملته سنة بعد سنة» .
(٣) معاني الفراء: ١/ ١٧٢، وتفسير الطبري: ٥/ ٤٦٠، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٣، والبحر المحيط: ٢/ ٢٩٢، والدر المصون: ٢/ ٥٦٣، وقرأ حمزة والكسائي: لم يتسنّ بحذف الهاء في الوصل، وإثباتها في الوقف.
ينظر السبعة: ١٨٩، والحجة لأبي علي الفارسي: ٢/ ٣٦٩، والكشف لمكي: ١/ ٣٠٧.
قال الطبري- ﵀: «ومن قرأه كذلك فإنه يجعل الهاء في يَتَسَنَّهْ زائدة صلة، كقوله: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وجعل «تفعلت» منه: «تسنيت تسنيا»، واعتل في ذلك بأن «السنة» تجمع «سنوات»، فيكون «تفعلت» على صحة» . وقال مكي: «وحجة من حذف الهاء في الوصل أن الهاء جيء بها للوقف، لبيان حركة ما قبلها ولذلك سمّيت هاء السكت ...» .
(٤) من سنهت النخلة وتسنّهت: إذا أتت عليها السنون. الصحاح: ٦/ ٢٢٣٥ (سنه) .
(٥) تفسير الطبري: ٥/ ٤٦١، ومعاني الزجاج: ١/ ٣٤٣، والدر المصون: ٢/ ٥٦٤. ومن قال بمعنى هذا الاشتقاق قرأ بإثبات الهاء في الوصل والوقف. وهي قراءة عامة قراء أهل المدينة والحجاز كما في تفسير الطبري، والسبعة: (١٨٨، ١٨٩)، والكشف: ١/ ٣٠٧.
(٦) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: ١/ ٣١١ عن ابن عباس ﵄.
- وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٢/ ٤١١: «وفي إماتته هذه المدة ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض» .

1 / 167