127

ʾIgaz al-bayan ʿan maʿani al-Qurʾan

إيجاز البيان عن معاني القرآن

Investigator

الدكتور حنيف بن حسن القاسمي

Publisher

دار الغرب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٥ هـ

Publisher Location

بيروت

ونصب «الصابرين» على المدح «١» . وعند الكسائي «٢»: بإيتاء المال. أي: آتاه ذوي القربى والصابرين، فيكون وَأَقامَ الصَّلاةَ، وَالْمُوفُونَ اعتراضا، ولكنّ الاعتراض لا يكون معتمد الكلام.
١٧٨ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ: أي: القاتل، عفا عنه الوليّ وصالحه «٣»، أو عفا بعض الأولياء، أو الوليّ عن بعض القصاص ليفيد التقييد ب «شيء» «٤» .
فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ: يطلب الدّية بالمعروف، وينظر القاتل إن أعسر.
وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ: لا يماطل القاتل ولا ينقص.
فَمَنِ اعْتَدى: كان «٥» يصالح عن القاتل أولياؤه، حتى إذا أمن يقتل ثم يرمى إليهم بالدّية «٦» .
١٧٩ وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ: كانوا يتفانون بالطوائل «٧» فكفاها

(١) معاني الفراء: ١/ ١٠٥، وتفسير الطبري: ٣/ ٣٥٢، ومعاني الزجاج: ١/ ٢٤٧، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨٠، والدر المصون: ٢/ ٢٥٠.
قال الطبري- ﵀: «وأما «الصابرين» فنصب، وهو من نعت «من» على وجه المدح. لأن من شأن العرب- إذ تطاولت صفة الواحد- الاعتراض بالمدح والذم بالنصب أحيانا، وبالرفع أحيانا ...» .
(٢) إعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٨١، وذكره الفراء في معاني القرآن له: ١/ ١٠٨، دون نسبة وردّه، وكذا الطبريّ في تفسيره: (٣/ ٣٥٣، ٣٥٤)، والزجاج في معاني القرآن: ١/ ٢٤٧.
(٣) تفسير الطبري: ٣/ ٣٧١.
(٤) تفسير الفخر الرازي: (٥/ ٥٧، ٥٨) .
(٥) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: كان أولياء القتيل يصالحون مع أولياء القاتل عند تواريه واختفائه، حتى إذا أمن فظهر رموا إليه بالدّية وقتلوه.
(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره: ٣/ ٣٧٧ عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور:
١/ ٤٢١ وزاد نسبته إلى وكيع وعبد بن حميد عن الحسن أيضا.
(٧) جاء في اللسان: ١١/ ٤١٤ (طول): والطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال:
فلان يطلب بني فلان بطائلة أي بوتر كأن له فيهم ثارا فهو يطلبه بدم قتيله، وبينهم طائلة أي عداوة وترة.

1 / 133