283

Al-iḥtirās ʿan nār al-nibrās al-mujallad al-awwal

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Genres

وقال ابن أبي الحديد في موضع آخر من شرح النهج ما لفظه: ونحن نذر في هذا الموضع ما استفاض من الروايات من مناشدته علي كرم الله وجهه في الجنة أصحاب الشورى وتعديده فضائله وخصائصه التي بان بنا منهم ومن عيرهم، وقد روي النا س في ذلك فأكثروا والذي صح عندي أنه لم يكن المر كما روي من تلك التعديدات الطويلة، ولكنه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون ... هو علي كرم الله وجهه في الجنة عن البيعة أن لنا حقا أن نعطه .. وان نمنعه من كسر أعجاز الإبل، وغن كال السرى في كلام قد ذكره أهل السير، ثم قال ........ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبينه نفسه حيث..... [146] بين بعض المسلمين وبعص غيري،قالوا: لا، قال: أفيكم أحد، قال له رسول الله:((من كنت مولاه فهذا مولاه)) غيري، قالوا: لا، فقال: أفيكم بعد، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) غيري، قالوا: لا، قال: أفيكم من أؤتمن على سورة براءة، وقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يؤدي عني الإ أنا أو رجل مني)) غيري، قالوا: لا، قال: اتعلمون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فروا عنه في مأقط الحرب في غير موكن، وأنا ما فرت قط، قالوا: بلى، قال: أتعلمون أني أول الناس إسلاما، قال فأينا أقب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسبا، قالوا: أنتن فقطع هليه عبد الرحمن كلامه، وقال: يا علي قد أبى الناس إلا عثمان فلا تجعل على نفك سبيلا، قال: يا طلحة ما الذي أمرك به عمر، قال: أن أقتل من شق عصى الجماعة، فقال عبد الرحمن لعلي: ......وإلا كنت متبعا غير سبيل المؤمنين، وما امرنا به، فقا: قد علمتم إني أحق بها من غيري، ثم مد يده فبايع، انتهى مع حذف شيء يير، وفي هذا الكلام ما ينادي بأنه علي كرم الله وجهه في الجنة غير راض بصرف الأمر عنه من خلافة أبي إلى خلافة عثمان وهو ظاهر، ولقد ذرك علي عليه السلام قول العباس رضي الله عنه يوم الجمل حين شاهد طلحة مقتولا ... الوجه بالتراب فقال: رحم الله عمي العباس، وذكر كلام العباس الذي ذكره له عند اشتداد المرض على النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وعند مرض أبي بكر وخبر الصحيفة وعند جعل عمر للخلافة شورى بين ستة نفر، وعند محاصرة عثمان يوم الدار، وهذا الكلام الذي قاله علي يوم الجمل قد رواه عبد الله بن عباس عن علي رضي الله عنهما وهو مسطور في بعض كتب المخالفين.

وأما بعض الإمامية فأنكره ظنا منه انه ينافي ظهور النص في إمامة علي كم.

وروي بسند لا بأس به عن بعض الثقات الذي حضروا يوم الشورى قال: كنت على الباب يوم الشورى إذ دخل علي فسمعته يوقل: با يع الناس أبا بكر فسمعت وأطعنا بايعوا عمر فسمعت وأطعت، ويريدون أن يبايعوا عثمان إذن أسمع وأطيع، كلني محتج عليكم أنشدكم الله هل تلعمون فيكم من احد أحق برسول الله مني، قم أنه رضي الله عنه وكرم الله وجهه في الجنة أطال في مناشدتهم ودد وجوه استحقاقه للخلافة والإمامة، ثم قال: كفى بالله شهيدا بيني وبينكم، اسمع وأطيع وأصبر حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده، شأنكم فاصنعوا ما بدالكم، قال أبياتا من جملتها قوله؛

شبقتكم إلى الإسلام طرا ... غلاما ما بلغت أوان حلمي

وأوجبت الولاية لي عليكم ... رسول الله يوم غدير خم

فويل ثن ويل ثم ويل ... لمن يلى الإله غدا بظلمي

Page 317