ثانيهما: أنه يستلزم الاعتراف نوع استلزام بأن الذي منع هذا الحديث الشريف عن تطرق الابطال وصانه من اتحام ارد من أعداء الآل هو اشهاره وتلقى الجميع له بالقبول وإن لم يكن لبعضهم إليه اقبال وحينئذ صار مجمعا عليه بلا اسكال وكلما كان حجة ف القطعيات كما مر، وكلما كان حجة في القطعيات كما كان صدقه في نفس الأمر معلوما مجزوما به، وهذا هو مراد م قال من الزيدية أن بقاءه مع توفر الدواعي على ابطاله دليل على صدقه في نفس الأمر، هذا فقد بان بهذين الأمرين أن الخصوم لا ينكرون ما ذكرناه من أن أعداء أهل البيت وأعرالبهم من علماء السوء قد توفرت دواعيهم إلى ابطال مذاهب أهل البيت رضي الله عنهم أما الأرماء والملوك فبالسيف، وأما علماء السوء فالبحيف ونسبة أحاديثهم ورجالهم إلى الضعف والزيف فهذا عندي من أقوى الأسباب قي قلة أحادي أهل البيت وسائر العدلية رحمهم الله تعالى
فإن قلت: السبب في عداوة أهل البيت واسقاط الخصوم لأحاديثهم ورواياتهم قد ظهر مما ذكرت من الإشارة إلى أنه بسبب طلب الملك والحرض على الدولة جاء السبب في جانب المعتزلة الذي أكثرهم شافعية وحنفية.
قلت:قد أشار إلى ذلك أبو القاسم الكعبي رحمه الله تعالى حيث قال: أن المعتزلة هم الذين أيدوا أهل البيت -يعني أنهم أيدواهم بالأقوال والأفعال.
Page 253