286

Al-iḥkām fī tamyīz al-fatāwā ʿan al-aḥkām wa-taṣarrufāt al-qāḍī waʾl-imām

الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام

Publisher

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

ميليمترًا، وشممونها ساعة فَاصُولِيَّة (أي حَجْمُها بقدر حجم حبة الفَاصُوْلِياء)، كثيرًا ما تنكسر فيها إبرة الرَّقَّاص (وهي مِحوَرُه الذي يكون بغلظ الشعرة)، كانوا يأتون بها إليه، فيصنع للرقَّاص مِحْوَرًا من الفولاذ، ويَقُصُّ المكسور ويَثْقُبُ محل المِحوَر بمِثْقَبِه الخاص الذي يصنعه بيده، ويُنزِّلُ فيه المِحور الذي صنعه هو، فتشتغل الساعة!!.
٧ - إلى جانب هذا كله كان خبيرًا ممتازًا في الأسلحة النارية، من بُنْدُقِيَّاتِ
الصيد، إلى المسدَّسات بأنواعها، إلى البُنْدُقيات العسكرية الحربية، من عاديَّة وحَرْكَذِيَّة (أتوماتيكية) (١).
وقد أَحضَر له شخصٌ بُندقيَّةَ صيد معطلة، قد انكسرت فيها قطعة من أجزائها الحركية، وفُقِدَتْ القطعةُ المكسورة، ولا يُعرَفُ شَكلُها، ولا يُوجَدُ نظيرٌ جديد للبندقية، ليَرى شكلَ القِطعة المفقودة فيَصنَعَ مثلَها. فقال له: اتركها عندي إلى الغد. ثم تأمل في أجزائها، وقَدَّر وتَصَوَّر كيف يجب أن تكون القطعة المفقودة حجمًا وشكلًا، لكي تشتغلَ البندقية، وصَنَع القِطعة مستعينًا بكِيْر الحدَّاد لإعطائها شكلها الإِجمالي بالنارِ والمِطْرَقَة، ثم أَكمَل هو في بيته تحريرَها بالصورة النهائية بالمِبْرَد، ثم وَضَعها وثبَّتها في موقع القطعة الأصلية المفقودة، فاشتغلت البندقية!! وجاء صاحبها في اليوم التالي فأعطاه إياها.
وكان سديدَ الرماية بالمسدَّس قلَّما يُخطئ الهدفَ الصغير.
٨ - ومن مزاياه خِبرَتُه الواسعة العميقة في سِقاية الفولاذ بمختلِف أنواعِ السِّقَاية

(١) أقترحُ وضعَ كلمة (حَركَذِيَّة) لمعنى (أتوماتيكي) التي شاع استعمالها بلفظها الأجنبي في الآليات، وذلك بطريق النحت والتركيب من كلمتين عريتين هما (حَرَكة) و(ذاتِيَّة) لأن الكلمة الأجنبية (AUTOMATIC أتوماتيك) التي تُوصَفُ بها بعضُ الأجهزة الآلية، معناها: متحرك بذاته، (أي يتحرك ويتوقف ويتحول من اتجاه إلى خلافِه تِلقائيًا من ذاته، دون حاجة إلى شخص يحركه وقت اللزوم ويقفه ويحوله). وقد أخذ بعضهم بتعريبها إلى كلمة (أَتْمَتَة) و(أَتْمَتِيّ). وإني أفضل بدلًا من تعريبها هكذا أن ننحت لها من الكلمتين العربيتين (الحَرَكة) و(الذات) فنقول (حَرْكَذَة) و(حَرْكَذِيَّة) كما قال العرب: عَبْشَميّ وعَبْدَليّ، وقالوا: مُحَبْرَم: أي مطبوخٌ بحَبّ الرُّمَّان، وغيرَ ذلك كالمِشلَوْز، للمشمش الذي لُبُّ بِذْرَتِه حُلْوُ مِثل اللَّوْز.

1 / 287