ومن كتاب «عائد الصلة» «١»: الشيخ، الحافظ، الفقيه، القاضي، من صدور المغرب، مشاركا «٢» في العلم، متبحّرا «٣» في الفقه، كان وجيها عند الملوك، صحبهم، وحضر مجالسهم، واستعمل في السفارة، فلقيناه بغرناطة، وأخذنا بها عنه؛ تامّ السّراوة «٤»، حسن العهد، مليح المجالس، أنيق المحاضرة، كريم الطبع، صحيح المذهب.
تصانيفه: قيّد «٥» على «المدوّنة» بمجلس شيخه القاضي «٦» أبي الحسن كتابا مفيدا وضمّ أجوبته على المسائل في سفر، وشرح كتاب «الرسالة» شرحا عظيم الفائدة.
مشيخته: لازم «٧» أبا الحسن الصغير، وهو كان قارىء كتب الفقه عليه، وجلّ انتفاعه في التفقّه به. وروى عن أبي زكريا بن أبي ياسين «٨»، قرأ عليه كتاب «الموطّأ»، إلّا كتاب «المكاتب»، وكتاب «المدبّر»، فإنه سمعه بقراءة الغير، وعن أبي عبد الله بن رشيد، قرأ عليه «الموطأ»، و«شفاء» عياض، وعن أبي الحسن بن عبد الجليل السّداري «٩»
، قرأ عليه «الأحكام الصغرى» لعبد الحق، وأبي الحسن بن سليمان، قرأ عليه «رسالة ابن أبي زيد»، وعن غيرهم.
وفاته: فلج بآخرة، فالتزم منزله بفاس يزوره السلطان فمن «١٠» دونه، وتوفي بعد عام ثمانية وأربعين وسبعمائة «١١» .
إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد ابن أبي العاصي التّنوخي «١٢»
أصله من جزيرة طريف، ونشأ بغرناطة واشتهر.