Ighāthat al-mulhūf biʾl-sayf al-mudhakkar li-Saʿīd b. Khalfān al-Khalīlī
إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي
Genres
ولعمري فإن من تفقد أحوال أهل هذا (¬1) الزمان من المتسمين بالدين والفضل وجدهم (¬2) غالبا أدنى إلى التحرج عن القيام لله في هذا المقام ، كأن الفضل في تركه ، والورع في تعطيله ، والزهد في تجنبه ، والنسك في التغافل عنه ، وذلك لا شك من تلبيس الشيطان أتاهم في صورة ناصح، بأنواع الغرور من صور التحرج وسماه لهم عفافا ، وورعا ، يريد بذلك إطفاء نور الحق، وشب نار الفساد ، ويأبى الله إلا أن يدمغ باطله بحق الشريعة. ويشدخ يافوخه (¬3) بسيف العدل ، لتكون كلمة الذين كفروا السفلى ، وكلمة الله هي العليا ، وإني لمن كان في هذا المقام ناصحا (¬4) أقول :
يامن أراد الفضل! وانتهج العدل! افتح عين بصيرتك ، واعتدل في سيرتك ، وامزج الرقة بالغلظة ، والرحمة بالشدة ، واللطف بالعنف ، فإن خير الأمور أوسطها ، ولا تنس نصيبك من الهيبة ، وإذا تورعت بالحلم فتشجع بالعلم ، وإياك وفقدان الحمية ، وترك الغضب للسنة المحمدية وتخلق من ذلك [49/231] بالصفات الإلهية ، ثم بالنعوت الملكية، ثم بالأخلاق النبوية ، ثم بالسيرة الصحابية، فعسى أن تحضى بالمقام الأعلى (¬5) في جنة الخلد ، وملك لا يبلى.
¬__________
(¬1) من (ز) ، وفي بقية النسخ : " أهل الزمان " والأنسب مافي المتن.
(¬2) في (ب ، ج ، د ، ه) :" وجدتهم " والمعنى واحد
(¬3) الشدخ : كسر الشيء الأجوف كالرأس.
واليافوخ : من أفخه ، أي ضرب يافوخه وهو حيث التقى عظم مقدم الراس ومؤخره
انظر [ ابن منظور ( اللسان ) ، ج3 ص 28 ، مادة : شدخ. والفيروز أبادي ( القاموس ) ، ج 1 ص 508، مادة : أفخ باب : الخاء ، فصل الهمزة).
(¬4) في ( أ ، ب ، ج ، ه) :" ناصحا عقول أقول" وفيه ركاكة.
Page 200