Ighāthat al-mulhūf biʾl-sayf al-mudhakkar li-Saʿīd b. Khalfān al-Khalīlī
إغاثة الملهوف بالسيف المذكر لسعيد بن خلفان الخليلي
Genres
... فالحديث يحذر المسلمين من خطر التواني والجلوس عن إنكار المنكر الذي يحدثه ولاة الأمر، وعليهم أن لا يسوغوا سوء الأوضاع وتحكم الحكام بهم وظلمهم لحقوق الناس بتعليق ذلك على القضاء والقدر (¬1) .
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنة، ويعملون بالبدعة، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فقلت يارسول الله: إن أدركتهم كيف أفعل؟ قال تسألني ياابن أم عبد كيف تفعل! لا طاعة لمن عصى الله) (¬2) .
فقالوا في هذا الحديث دليل صريح على جواز الخروج على أئمة الجور (¬3) .
3- واستدلوا بما رواه الإمام أحمد: عن أنس بن مالك أن معاذ بن جبل قال"يارسول الله: أرأيت إن كان علينا أمراء لا يستنون بسنتك، ولايأخذون بأمرك فما تأمر في أمرهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة لمن لم يطع الله عزوجل) (¬4) .
أما فيما يتعلق بالحديث الذي وراه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون بعدي أثرة، وأمورا تنكرونها. قالوا: فما تأمرنا يارسول الله؟، قال: أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم) (¬5) .
¬__________
(¬1) إطفيش، (شرح النيل وشفاء العليل)، ج14 ص337. والسالمي، (شرح الجامع الصحيح)ج1، ص81. وابو الهدى، (الأمة والسلطة)، ص46.
(¬2) رواه ابن ماجة في: (السنن)، ج2 ص153، ك24، ب40، برقم 2865 وقد إنفرد به ابن ماجة عن الكتب التسعة.
(¬3) السالمي، (شرح الجامع الصحيح)، ج1 ص81.
(¬4) أنظر: (المسند)، ج3 ص 213. وذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد)، ج5 ص225 وقال: "فيه عمرو بن زينب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح". وانظر قحطان الدوري (الشوري) ، ص89. والسالمي، (شرح الجامع الصحيح)، ج1 ص81).
(¬5) إبن حجر (فتح الباري)، ج14 ص493، ك92، ب2، برقم 7052. والنووي. (شرح صحيح مسلم)، ج12 ص 439، ك33، ب12، برقم 4759.
Page 187