185

Iftikhar

الإفتخار

Genres

فلما تحقق عندها صدق ما تخيل لديها من تربية المسيح صلى الله عليه أقبلت عليه، فربته تربية حسنة وبلغت به مبلغ الناطقية. 3 فلما تراءى لها من المسيح عليه السلام تلك المرتبة الشريفة علمت أن الصمت قد لزمها، إذ قد بلغ المسيح عليه السلام المرتبة التى استغنى بها عن الاستفادة منها، ورأت نفسها محتاجة إلى إفاضات، المسيح صلى الله عليه. هذه إحدى علل صمتها. والعلة الأخرى وجوب الجلالة والمرتبة لها تعظيما للمسيح عليه السلام كى لا يكون معه شريك ف تربية مريم إياه. فهذا [240] تأويل صمت مريم وندرها ترك الكلام مع المأنوسين.

ولما كانه واجبا من طريق الديانة الصمت فى بعض الأوقات دون بعض، فلم أنكرتم علينا لما قلنا إن تأويل الصوم بالنهار والإفطار بالليل الصمت بين أهل الظاهر وكتمان الأسرار عنهم ونشرها في أهل الحقائق? وهل يجوز من طريق العقل أن تكلم من لا يعقل عنك ولا يفهم منك، أو6 الكف عنه أولى وأصوب وأقرب? فإن كان الكف عنه أولى وأصوب وأقرب إلى السياسة، فلم عبتم علينا حيث سترنا مذهبنا عن الجهال الذين لا يعرفون مغزاه وكشفناه1 لأهل العلم والبصر، وسمينا الستر صوما إذ هو صمت والكشف إفطارا إذ هو كلام ?

Page 255