166

Iftikhar

الإفتخار

Genres

هل الظاهر.

ولما صح ما [214 أوردناه في هذا الباب من أن حقيقة الماء فى الوضوء الباطن هو العلم، وأن الوضوء على البراءة، إذ هو براءة من الحدث الذي أحدثه، وليس للعلم طهور بنفسه، بل طهوره بالعلماء الذين هم حملته، والعلماء الذين هم حملته منصوبوا الرسول والوصى ، والرسول والوصى منصوبا العقل والنفس، ألزم المتوضىء أن يمر الماء على الأعضاء الموازية5ا للحدود. ولما كان المرتاد الباحت عن معالم دينه لا بد له من دليل يهديه ويرشده إلى ما قصده من معرفته، جعل6 اليد اليمنى في أول الأمر دليلا على الهادي المعلم، وجعل اليد اليسرى دليلا على الطالب المرتاد، والماء الذي يجري بينهما بمسح إحداهما على الأخرى دليلا37 على العلم الذي يجري بينهما وقت المفاتحة. وهذا أمر شائع بين الناس إذا اتآفق الاثنان، أو الجماعة على شىء أن يقول أحدهما للآخر: اغطنى صفقة يدك، واتفقت أيديهم [215] على هذا الأمر. وإذا لم يكن هذا منكرا، فلم ينكر تمثيلنا العالم باليد اليمنى والمرتاد باليد اليسرى ? وقد أعطى كل واحد منهما صفقة يده فيما تعاقدا عليه.

فإذا فرغ المتوضىء من غسل اليدين38 بدأ بالمضمضة، وهو إدخال الماء1 فى الفم، والفم خزانة اللسان، واللسان آلة الكلام والمعبر عن المنطق.

Page 236