187

الفضل أو النقص. قال الله تعالى فيما خبر به عن مؤمن وكافر: { قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا * لكناه هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا } (1) فوصف أحدهما بالايمان، والآخر بالكفر والطغيان، وحكم لكل واحد منهما بصحبة الآخر على الحقيقة (2) وظاهر البيان، ولم يناف الصحبة اختلاف ما بينهما في الاديان. وقال الله سبحانه مخاطبا الكفار الذين بهتوا نبيه صلى الله عليه وآله، وادعوا عليه الجنون والنقصان: { وما صاحبكم بمجنون * ولقد رأه بالافق المبين } (3) فأضافه عليه السلام إلى قومه بذكر الصحبة، ولم يوجب ذلك لهم فضلا، ولا بإقامتهم كفرا وذما، فلا ينكر أن يضيف إليه عليه السلام رجلا بذكر الصحبة، وإن كان المضاف إليه كافرا ومنافقا وفاسقا، كما أضافه إلى الكافرين بذكر الصحبة (4)، وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد الاولين والآخرين، ولم يوجب لهم فضلا ولا وفاقا (5) في الدين، ولا نفي عنهم بذلك نقصا ولا ضلالا عن الدين. وقد ثبت أن إضافته إليهم بذكر الصحبة أوكد في معناها من

---

(1) سورة الكهف 18: 37، 38. (2) (على الحقيقة) ليس في ب، م. (3) سورة التكوير 81: 22، 23. (4) (وإن كان المضاف.. بذكر الحصبة) ليس في ب، ح ، م. (5) في أ: رفاقا (*).

--- [ 189 ]

Page 188