وليتأهبوا لها.
* وفيه أيضا تذكيرهم بما عساهم أن يكونوا غفلوا عنه من الشهادتين.
* وفيه أيضًا الإشعار بأن أمر الله تعالى قد أمكن إعلامه وإظهاره من غير خوف ولا مبالاة بأحمد بحمد الله ومنه، فإذا قال من يسمع المؤذن مثل ما يقول فقد شاركه في الثواب بحسب قصده، فإذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح لم يحسن من غير (٧١/ ب) المؤذن أن يرفع صوته كما يعمل المؤذن؛ لأنه هو المدعو، فإذا قال مثل قوله فمن يدعو؟ لأن المراد أن يجيب الداعي فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أي: إني مجيب لهذا الدعاء الكريم والنداء الشريف إلى عبادة ربي، ولا حول لي في ذلك ولا قوة إلا بتوفيق ربي ﷾؛ احترازًا من نوابض العجب وخطرات الجهل، وأن يكون في ذلك كله يفهم قلبه ما ينطق به لسانه فيدخل الجنة كما قال رسول الله ﷺ، ويكفي منها أن لا يكون قلبه مخالفًا للسانه أو غافلًا عما ينطق به، فلله الحمد على ما أنعم به على عباده المسلمين.
- ٩٨ -
الحديث العشرون:
[عن عمر قال: قسم رسول الله ﷺ قسمًا، فقلت: يا رسول الله، والله لغير هؤلاء كان أحق به منهم، قال: (إنهم خيروني أن يسألوني بالفحش أو يبخلوني، فلست بباخل)].
* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله ﷺ وقى عرضه بعطائه خوفًا من أن يكذب عليه؛ لأنه قال: (أو يبخلوني، ولست بباخل).