Ifada Fi Tarikh Aimma
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
Genres
ثم جمع ابن الثائر أبو محمد جيشا كثيفا وعددا كثيرا من الديلم وخرج من القلعة، فحاربه رضي الله عنه فانهزم أصحابه وثبت وحده فقبض عليه أبو محمد واعتقله على تكرمة، ثم أفرج عنه لأنه علم أنه لا يتم له إعتقاله ولا يحتمله المسلمون من الجيل والديلم عليه، فاعتذره وبايعه وصار من أتباعه، وخرج إليه أخوه زيد من آمل فسر به واعتمده في أمر الجيش وفوض إليه أمره.
ودبر للخروج إلى آمل وجمع الجيوش، فلما ظهر هذا الخبر أشخص من آمل إلى جرجان كبار العلوية كلهم خشية أن ينضموا إليه، وكوتب من جرجان نصر بن محمد الاستنذار بمحاربته، وأنفذ إليه من طبرستان أعيان الجيل مثل: رباح بن مالي، وكفتيار، ودمكة، ومن يجري مجراهم.
وخرج رضي الله عنه من (هوسم) واستخلف عليها بن الثائر أبا محمد الذي تقدم ذكره ووثق به وسكن إليه، وفارقه أبو محمد الحسن بن محمد الناصر وعاد إلى الري مستوحشا منه لاستخلافه أبا محمد بن الثائر، وجاء رضي الله عنه إلى شالوس مع عسكر عظيم من الجيل والديلم، وامتد نصر بن محمد الاستندار إلى هناك مع هؤلاء المتقدمين إليه من طبرستان فالتقوا ب(شالوس)، فأوقع بهم رضي الله عنه وقتل منهم مقتلة عظيمة وهام الأستندار مع الأعيان من هؤلاء على وجوههم، ثم وقع تخليط في عسكره رضي الله عنه بسوء تدبير من كان اعتمده وخيانة بعض أقاربه له لخديعة اتجهت عليه، فلم يتمكن من الامتداد إلى (طبرستان) وعاد إلى (هوسم) فأقام بها على ضجر شديد من سوء أدب كثير من أولئك الديلم والجيل، وكان يتأذ بتلونهم ونفاقهم وقلة وفائهم بما كانوا بذلوا له أيام مقامه ببغداد.
Page 145