Idara Islamiyya Fi Cizz Carab
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Genres
وكان إذا استعمل عاملا أوصاه بتقوى الله وإصلاح الرعية، وكتب عليه كتابا، وأشهد عليه رهطا من الأنصار أن لا يركب برذونا، ولا يأكل نقيا، ولا يلبس رقيقا، ولا يغلق بابه دون حاجات المسلمين، ثم يقول اللهم اشهد. وكتب إلى عماله: «أما بعد، فإياكم والهدايا فإنها من الرشا.» اهتدى إلى عظيم ضرر الهدايا مما بدر من رجل
19
كان يهديه فخذ جزور فخاصم إليه رجلا فقال: يا أمير المؤمنين اقض بيننا قضاء فصلا كما يفصل الرجل من سائر الجذور، فقضى عليه عمر، ثم كتب إلى عماله: إن الهدايا هي الرشا. وكان عمر إذا قدم العمال يأمرهم أن يدخلوا نهارا ولا يدخلوا ليلا كي لا يحتجنوا شيئا من الأموال. وكان يعس بنفسه، ويرتاد منازل المسلمين، ويتفقد أحوالهم، ويتعهد أهل البؤس والفاقة بنفسه.
كتب إلى أبي موسى الأشعري عامله على العراق يأمره بالقدوم عليه هو وعماله وأن يستخلفوا جميعا، يريد أن يعرف حالتهم بعد أن تبنكوا
20
في النعيم، وعهدت إليهم مصالح الناس، فأدرك عامل البحرين من بين كثير من العمال أن عمر يرغب في الخشونة، وعرف أنه سيدعوهم إلى طعامه فتجوع له واتخذ خفين مطارقين
21
ولبس جبة صوف ولاث
22
عمامته على رأسه فدعاهم عمر إلى خبز وأكسار
Unknown page