172

Idah Tawhid

إيضاح التوحيد بنور التوحيد لسعيد الغيثي

Genres

ثم أن زيادا عزم على قبول الدعوى، وأخذ برأي ابن شعبة؛ فأرسلت إليه جويرية بنت أبي سفيان عن أمر أخيها، فأتاها، فأذنت له وكشفت عن شعرها بين يديه، وقالت: «أنت أخي، أخبرني بذلك أبو مريم»، ثم أخرجه معاوية إلى المسجد وجمع الناس فقام أبو مريم السلولي فقال: «أشهد أن أبا سفيان قدم علينا بالطائف، وأنا خمار في الجاهلية»، فقال: «أبغني بغيا»، فأتيته، وقلت: «لم أجد إلا جارية الحارث بن كلدة: سمية»، فقال: «إيتني بها على ذرقها وقذرها»، فقال له زياد: «مهلا يا أيا مريم، إنما بعثت شاهدا، ولم تبعث شاتما»، فقال أبو مريم: «لو كنتم أغنيتموني لكان أحب إلي، وإنما شهدت بما عاينت ورأيت، والله لقد أخذ بكم درعها، وأغلقت الباب عليهما، وقعدت دهشان، فلم ألبث أن خرج علي يمسح جبينه» فقلت: «مه يا أبا سفيان»، فقال: «ما أصبت مثلها يا أبا مريم؛ لولا استرخاء من ثدييها، وذفر (¬1) من فيها» فقام زياد، فقال: «أيها الناس هذا الشاهد وقد ذكر ما سمعتم، ولست أدري حق ذلك من باطله، وإنما كان عبيدا أبا مبرورا، وليا مشكورا، والشهود أعلم بما قالوا».

فقام أبو يونس بن عبيد أخو صفية بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفي، وكانت صفية مولاة سمية. فقال: «يا معاوية قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الولد للفراش، وللعاهر الحجر»، وقضيت أنت أن الولد للعاهر، وأن الحجر للفراش؛ مخالفة لكتاب الله، وانصرافا عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بشهادة أبي مريم على زناء أبي سفيان»، فقال معاوية: «والله يا يونس لتنتهين، أو لأطيرن بك طيرة بطيئا وقوعها»، فقال أبو يونس: «هل إلا إلى الله ثم أقع؟» قال: «نعم»؛ واستغفر الله، فقال عبد الرحمان بن أم الحكم في ذلك، ويقال إنه ليزيد ابن مقرع الحميري:

¬__________

(¬1) - ... الذفر(بفتحتين):كل ريح ذكية من طيب أونتن. الرازي: مختار الصحاح، ص222.

Page 174