ترضيكَ منْ دلٍّ ومنْ ... حسنٍ مخالطهُ غرارهْ
بيضاءُ ضحوتها وصف ... راءُ العشيَّةِ كالعرارهْ
وأنشد أبو علي في الباب.
(٥٨)
يا سيِّدًا ما أنتَ منْ سيِّدٍ ... موطَّأِ الأكنافِ رحبِ الذِّراعْ
هذا البيت للسفاح بن بكير اليربوعي، واسمه معدان، ونسب لرجل من قريع.
الشاهد فيه
قوله: "ما أنت من سيد" على أن موضعه تمييز يدل على ذلك، دخول "من" عليه، كما قالوا: لله دره من فارس، قالوا: لله دره فارسًا.
"وما أنت" هنا تعجب أيضًا، مبتدأ وخبر.
المعنى
يرثي يحيى بن شداد، وكان قتل مع مصعب بن الزبير، بالكوفة. يقول: أكنافه يتمكن فيها من لجأ إليه، غير موذى، ولا ناب به موضعه، من قولهم: دابة وطيئ، ذلول، لا تحرك راكبها، ومنه فراش وطيئ، إذا كان وثيرًا، لا يؤذي جنب النائم عليه.
ومعنى رحب: متسع الخلق، على المثل، والرحب: الواسع. ومنه قولهم: "ضاق به ذرعًا"، أي قلت طاقته عنه.