230

وإذا ثبت بهذا استحقاق علي عليه السلام الخلافة والشركة في الأمر فهو معنى الإمامة قطعا، لأنا لا نعني بقولنا إمام إلا مالك التصرف فيجب أن يكون عليا عليه السلام شريكا له في ذلك، وأولى بالتصرف في الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الاستحقاق قد كان ثابتا له بما قدمنا في وقت الني صلى الله عليه وآله وسلم. وبقي نفاذ التصرف موقوفا إلى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإجماع أنه لم يكن لأحد من الأمة تصرف في هذه الأمور التي قدمنا ذكرها في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فصح بذلك إمامة علي عليه السلام.

فإن قيل: هذا إنما يستقيم لو عاش هارون بعد موسى فأما وهو مات قبله فلا يصح. قلنا: نحن نعلم قطعا أنه لو عاش بعده لكان خليفة، فالمنزلة ثابتة قطعا وبطلانها بعارض الموت لا يقدح في ذلك. فثبت بذلك لعلي عليه السلام أي كونه خليفة (رسول الله) ودل على أنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل.

الدليل الرابع: على إمامته إجماع أهل البيت عليهم السلام على أنه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإجماعهم حجة كما ثبت في موضعه. الدليل الخامس: على إمامته عليه السلام ما ثبت أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وباقي الصحابة مفضولون، وإمامة المفضول لا تصح، قال بعض أصحابنا لكن هذا لا يدل على إمامته بل على بطلان إمامة من سواه فقط. ومن مشهور فضائله فضيلة القرابة، وفضيلة النجابة، وفضيلة طيب المنشأ، وفضيلة السبق، وفضيلة العلم، وفضيلة الصبر، وفضيلة الصدق والوفاء، وفضيلة التخصيص بالكرامات المنبهة على علو منزلته عند الله .

Page 272