160

ولا أنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري وقال تعالى{وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير}(المائدة:110) أي مقدر، وإنما لم يوصف أحدنا الآن بأنه الخالق إذا أوجد منه فعل مقدر لأن الشرع منع من ذلك ولا يسمى خالقا إلا الله تعالى.وإذا ثبت ذلك:فالقرآن محدث مقدر ومعنى التقدير فيه وجوده بحسب المصلحة وعلى قدر الحاجة من غير زيادة ولا نقصان وقد قال تعالى{إنا جعلناه قرآنا عربيا}(الزخرف:03) معناه خلقناه بدليل قوله تعالى{وجعل الظلمات والنور}(الأنعام:01) أي خلقهما. وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:(كان الله ولا شيء ثم خلق الذكر)وقد بينا أن القرآن يسمى ذكرا فصح وصفه بأنه مخلوق. وأما ما تقوله المطرفية من أنه ليس بمحدث ولا قديم فهو تجاهل وخروج عن قضايا العقول لأن كل عاقل يعلم أن الموجود لايخلو من قدم أو حدوث وقد ثبت أن القرآن موجود وبطل أن يكون قديما، فيجب أن يكون محدثا، فصح بهذه الجملة ماذهبنا إليه وبطل ماقاله المخالفون.

Page 193