145

ونقول: الآلام لا تكون إلا من فعل فاعل لبطلان تأثير غير الفاعل وهو من المقدورات المشتركة بيننا وبين الباري على ما يجيء بيانه إنشاء الله.

وقالت الطبائعية وسائر المطرفية: بل من الطبائع وإحالات الأجسام.

وقالت المنجمة: بل من النجوم.

قلنا: حادث مع الجواز وإلا لم يكن وقت أولى به من وقت فلا بد له من محدث قادر لما مر في إثبات محدث العالم، ثم إن طبع الطبائعي غير معقول في نفسه، ثم نقول له لو كان موجبا عن الطبع على حد إيجاب العلل لم يختلف الحال فكان يجب فيمن صار في ذلك الموضع ومن أتى عليه ذلك الزمان أن ينزل به ذلك الألم ومعلوم أن أحوال الناس تختلف في ذلك، وأما اختلافه باختلاف الزمان والمكان فذلك باختيار الله تعالى وإحداثه وإجرائه العادة في استمرار ذلك في الغالب لمصلحة يعلمها الله تعالى كما في حصول المولود من ذكر وأنثى وحصول النبات عند البذر والسقي وكون (الحيوان والنبات) بعضها من جنس ما هو أصل فيها. وأما ما رواه جهلة المطرفية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(حاذروا بلاد الأسدام فإنها تحث في الآجال).

Page 173