وقال جماعة من الأئمة: إن تحسينه تحقيقه، وتزيينه تقويمه، وهو أن يقرأ بلا لحن ولا خطأ، بصوت حزين، وقلب سليم.
... كما روي عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه - قيل له: أي الناس أحسن قراءة ؟ قال: من إذا سمعت قراءته رأيت أنه يخشى الله (¬1) .
... وليس هو أن يقرأ بترجيع وتقطيع وتشديق على لحن الغناء، وصوت الجهالةو البطالة، بل هو أن يتلى صحيحا لطيفا مقوما مستقيما، فإذا لحن فيه بطلت طراوته، وذهبت طيبته وحلاوته.
... والمستحب للقارئ في تحسين لفظه وتزيين قراءته أن يريد بذلك وجه ربه -عز وعلا، وأن يجهر بالقراءة طورا، ويخفض طورا، وإذا وقف مد صوته قليلا ورفعه، وإذا جهر لم يجهد نفسه في الجهر، وإذا خفض لم يخفض الخفض الذي لا يسمع من يقرب منه، في الصلاة التي يجهر فيها بالقرآن كان أو في غير الصلاة، فإنه روي عن النبي - صلى الله عليه - أنه كان يفعل ذلك (¬2) .
وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله -عز وجل : (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ) ]الإسراء 110[، قال: كان النبي - صلى الله عليه - يقرأ القرآن ويرفع صوته (¬3) ، فإذا سمع المشركون سبوا القرآن ومن جاء به، فأنزل الله تبارك وتعالى (ولا تجهر بصلوتك ) فيسبوا القرآن، (ولا تخافت بها ) عن أصحابك فلا يستطيعوا أن يأخذوا عنك.
... وعن حذيفة، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه - لأصلي بصلاته، فافتتح الطول، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ولا بالرفيعة،قراءة حسنة يرتل فيها (¬4) .
Page 340