/52و/ وعد أهل مكة والمدينة والكوفة والشام قوله: (والشياطين كل بناء وغواص ) ]ص37[ وعد أهل البصرة تمام الآية إلى قوله (وآخرين مقرنين في الأصفاد ) ]ص38[، فهذا ونحوه اختلاف في التسمية، وليس اختلافا في القرآن، وعلى حسب ذلك يخالف قول بعضهم بعضا، حتى أن الواحد منهم يقول: عدد آي القرآن كذا وكذا، وآخر يقول: بل هو كذا وكذا، من غير أن يكون أحد منهم ادعى في القرآن زيادة ينكرها الآخر.
وكذلك في الكلمات والحروف، فإن بعضهم عد ( في خلق) و( في السماء) و( في الأرض ) وما أشبه ذلك كلمتين، وبعضهم عدها كلمة واحدة، فصار عدد من جعلها كلمتين أكثر، وبعضهم عد كل حرف مشدد حرفين، وبعضهم عده حرفا واحدا، فصار عدد من عده حرفين أكثر، فإلى مثل هذا ينصرف اختلافهم في ذلك (¬1) . فاعرف إن شاء الله.
فجميع عدد آي القرآن في قول أهل الكوفة ستة آلاف ومئتان وست وثلاثون آية، فيما ذكر أبو عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني، قال: حدثني بذلك -عدة من القراء، عن سليم بن عيسى الحنفي، وعن علي بن حمزة الكسائي، عن حمزة بن حبيب الزيات وأسنده الكسائي إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وذكر سليم عن حمزة قال: هو عدد أبي عبد الرحمن السلمي، ولا أشك فيه أنه عن علي إلا أني أجبن عنه (¬2) .
Page 233