218

Idah Fi Qiraat

الإيضاح في القراءات

Genres

وأما أم الكتاب فقد روى أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه، أنه قال: الحمد لله أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني (¬1) ، وإنما سميت أم الكتاب لأنها مجموع فوائد الكتاب، لأن أصلها هو علم التوحيد وعلم البر وإصلاح الضمير، وقد جمعا في هذه السورة، وقيل:سميت بذلك لأنها تؤم الكتاب أي: تتقدمه في القراءة والكتابة والفضل، كما يؤم ا لإمام /50و/ القوم إذا تقدمهم، وقيل : سميت بذلك لأنها المقصد من الكتاب، من قولهم: أمه، إذا قصده، كما يسمى الطريق إماما لأنه يقصد بالسلوك (¬2) ، قال الله -عز وجل- (وإنهما لبإمام مبين ) ]الحجر79[ أي لبطريق واضح (¬3) ، وسميت أم القرآن لهذه الأوجه أيضا (¬4) .

وسميت سورة الحمد لأن مبدأها وعنوانها (الحمد لله رب العالمين)، كما قيل سورة طه، وسورة يس، وسورة ص، وسورة ق، لأجل ما عنون به من هذه الكلمات.

وسميت الوافية لأنها تامة كاملة في باب الثناء على الله، وفي ذكر النوعين من العلم اللذين هما أصل القرآن من علم التوحيد والبر.

وسميت الكافية لأنها تكفي في الثناء على الله، وفي باب ذكر أحكام العبودية إذا استعمل العبد ما فيها. وسميت شفاء لما روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال: فاتحة الكتاب شفاء من كل داء إلا السام (¬5) ،

يعني الموت.

... وسميت أساس القرآن لأن بناء القرآن على التوحيد والزهد، وقد تضمنتها هذه السورة.

Page 224