53

Idah Dalil

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

Investigator

وهبي سليمان غاوجي الألباني

Publisher

دار السلام للطباعة والنشر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Publisher Location

مصر

صِفَات الله تَعَالَى تفصيليا بل يرى الْكثير مِنْهُم أَن الْإِمْسَاك عَن الْخَوْض فِي صِفَات الله تَعَالَى أسلم لِأَنَّهُ قَول بِالظَّنِّ وَقد لَا يُصِيب بِهِ صَاحبه الْحق عِنْد الله تَعَالَى ثمَّ تكلّف لما لم نكلف بِهِ من الله تَعَالَى وخوض فِيمَا لم يخض فِيهِ رَسُول الله ﷺ واصحابه رضوَان الله عَلَيْهِم نعم قد لَا يكون مفر من التَّأْوِيل التفصيلي عِنْد مناقشة الْعَاميّ وتعليمه إِذْ يعِيش فِي مُجْتَمع مادي أَو مجسم للذات الْعلية أَو مشبه لَهَا بالخلق حينذاك يكون التَّأْوِيل هُوَ الْمُقدم وَحده فَكَأَن التَّأْوِيل التفصيلي علاج والعلاج إِنَّمَا يعْطى فِي حالات مرضية وَإِذا زَالَ الْمَرَض ترك العلاج وَالله أعلم وَمَا أحسن قَول الْمُجَاهِد الشَّهِيد الشَّيْخ مُحَمَّد أديب الكيلاني رَحمَه الله تَعَالَى فِي بَاب الْمُتَشَابه من الصِّفَات قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى وَالْخُلَاصَة أَن من لم يصرف اللَّفْظ الْمُتَشَابه آيَة كَانَ أَو حَدِيثا عَن ظَاهره الموهم للتشبيه أَو الْمحَال فقد ضل وَمن فسره تَفْسِيرا بَعيدا عَن الْحجَّة والبرهان قَائِما على الزيغ والبهتان فقد ضل كالباطنية وكل هَؤُلَاءِ يُقَال فيهم إِنَّهُم ﴿يتبعُون مَا تشابه مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَة﴾ أما من يصرف الْمُتَشَابه عَن ظَاهره بِالْحجَّةِ القاطعة لَا طلبا للفتنة وَلَكِن منعا لَهَا وتثبيتا للنَّاس على الْمَعْرُوف من دينهم وردا لَهُم إِلَى محكمات الْكتاب الْقَائِمَة فَأُولَئِك هم هادون ومهديون حَقًا وعَلى ذَلِك درج السّلف الْأمة وَخَلفهَا وأئمتها وعلماؤها التَّأْوِيل أصل التَّأْوِيل فِي اللُّغَة الْمرجع والمصير من قَوْلك آل الْأَمر إِلَى كَذَا إِذا صَار اليه وأولته تَأْوِيلا إِذا صيرته إِلَيْهِ هَذَا هُوَ معنى التَّأْوِيل فِي اللُّغَة ثمَّ يُسمى التَّفْسِير تَأْوِيلا قَالَ الله تَعَالَى سأنبئك بِتَأْوِيل مالم تستطع عَلَيْهِ صبرا وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَأحسن تَأْوِيلا﴾ وَذَلِكَ أَنه إِخْبَار عَمَّا يرجع إِلَيْهِ اللَّفْظ من الْمَعْنى وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ والتأويل يكون بِمَعْنى التَّفْسِير كَقَوْلِك تَأْوِيل هَذِه الْكَلِمَة على

1 / 59