Al-Iʿtibār wa-salwat al-ʿārifīn
الإعتبار وسلوة العارفين
Genres
تذكرت ما قد ضمنته المقابر .... وما بعدها مما أتتنا الأخابر
وموقف يوم للحساب وعرضة .... علي وما يحصي علي الكبائر
فأنكرت حال الناس في غفلاتهم .... وما لهم فيها تدين البصائر
فيا عجبا مني ومن طول غفلتي .... وعلمي بما قد ضمنته الضمائر
فإن أك صديقا بما جاء مؤمنا .... وأغفلت عنه إن لبي لطائر
وإن كنت ذا شك مريب بعلمه .... مكذب ما قد جاء أني لخاسر
وإن لم يكن نار وبعث وموقف .... لكان نزول الموت فيها المرائر
وكيف بنار ليس يطفي سعيرها .... موارد قوم ليس عنها مصادر
فبادر إلى ترك الذنوب وتوبة .... فذو العرش قوام مليك وقادر
تفز غير شك في الإنابة عنده .... وأنت إذا أنت الحكيم المبادر
(254) أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا أبو أحمد، حدثنا عبدالعزيز بن يحيى، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى الرازي، حدثنا أبي عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، عن جابر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( إذا كان حين يحمل عدو الله إلى قبره ينادي حملته: ألا تسمعون يا أخوتاه ما وقع فيه أخوكم الشقي، إن عدو الله خدعني فأوردني، ولم يصدرني ويقسم لي أنه ناصح فغشني، وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى إذا اطمأننت إليها صرعتني، وأشكوا إليكم أخلاء الهوى سروني ثم تبرأوا مني وخذلوني، وأشكوا إليكم أولادا حاميت عليهم وآثرتهم على نفسي، فأسلموني، وأشكو إليكم ما لا منعت منه حق الله فكان وباله علي ونفعه لغيري، وأشكو إليكم طول الثوى في قبر ينادي أنا بيت الدود، وبيت الظلمة، والبعد، والوحشة، والضيق، والغربة، والعذاب، يا أخوتاه، فأجيبوني ما استطعتم، واحذورا مثل ما لقيت فإني قد بشرت بالنار وغضب الجبار، فيا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله، ويا طول ثبوراه، مالي من شفيع مطاع، ولا صديق حميم، فلو أن لي كرة فأكون من المؤمنين ))، قال: كان يبكي أبو جعفر محمد بن علي إذا ذكر هذا.
Page 249