213

* وكفاك بنبأ الموت عظة إما جنة، وإما نار، وإما شقاء لا يذهب، وإما رخاء لا ينصب، فما وقت يأتي على ابن آدم أعظم من وقت الموت. فعجبا لقلبك!! كيف لا يتصدع؟ ولجسمك كيف لا يتزعزع؟ ولركنك كيف لا يتضعضع؟ ولروحك كيف لا تنتزع؟، ولنفسك كيف لا تنقطع؟ الآن الآن فما هو آت قريب فكأنك في حياض المنايا متوسط ، وفي شدائد غمراتها متشحط، وقد تغيرت حالك، واضطربت أوصالك، فاحذر الدنيا فإن مكائدها راصدة، وحتوفها قاصدة، ونعمها بائدة، وصحيبها مرغوم، وحريصها محروم، وصحيحها مسقوم، ومعزها مذموم، فحتى متى؟ وإلى متى لا تتفكر في معاد؟ ولا تنظر لرشاد؟ وتعيش عيش البهائم؟ وتقيم إقامة الهائم؟ ليلك باطل، ونهارك مماطل، ونهايتك الدينار والدرهم، وغايتك الرقة والتنعم، وسعيك في اكتساب الأوزار، وما يرديك إلى وبيل النار، تعمل عمل الملحدين، وتأمل أمل المؤبدين، وتتصرف تصرف الآمنين، وتجمع للوارثين، وتتهاون بأمر رب العالمين، فما أجرأك على نفسك يا مسكين.

Page 245