209

باب آخر ولما حضر يعقوب الموت

*ولما حضر يعقوب الموت ?قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم?..الآية [البقرة:133]. ففرح يعقوب وقال: يا بني احفظوا عني خصلتين: ما انتصرت من ظالم بقول ولا فعل، ولا رأيت من أحد حسنة إلا أفشيتها ولا سيئة إلا كتمتها.

* ولما أثخن عمار بن ياسر -رحمه الله- ضحك وقال: الآن ألقى الأحبة محمدا وحزبه.

* وروي أن بلالا لما احتضر بدمشق جعل يقول: غدا ألقى الأحبة محمدا وحزبه.

* ولما احتضر معاذ قال لجاريته: ويحك هل أصبحنا؟ قالت: لا. ثم قالت: بعد ساعة: نعم. قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار. ثم قال: مرحبا بالموت مرحبا، اللهم إنك تعلم أني لم أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار. ولكن كنت أحب البقاء في الدنيا لمكابدة الليل الطويل، وظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر.

* وأغمي على أبي الدرداء عند احتضاره، فلما أفاق إذا بلال عنده، قال: قم فاخرج عني. ثم قال: من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ من يعمل لمثل ساعتي هذه؟ فلم يزل يرددها حتى قبض.

* ولما احتضر خالد بن الوليد قال: لقد طلبت الشهادة فلم يقدر لي الموت إلا على الفراش، وما شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا مترس بترسي والسماء تلهيني انظر حتى يغير الكفار.

* عبد الواحد بن يزيد: حضرت وفاة محمد بن واسع فجعل يقول لأصحابه: السلام عليكم إلى النار أو يعفو الله.

* كثير بن سنان: دخلنا على حبيب أبي محمد، وهو في الموت فقال: طريقان لم أسلكهما، فلا أدري ما يصنع بي؟ فقال كثير بن سنان: أبشر يا محمد، أرجو أن لا يفعل بك إلا خيرا. فقال: ما يدريك ليت الكسرة من الخبز التي أكلتها لا تكون سما علينا.

Page 241