203

(244) حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا غانم بن صالح السعدي، حدثنا مسلم بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام، عن جابر، قال: قلنا لأمير المؤمنين علي عليه السلام: حدثنا عن وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدمعت عيناه، ثم قال: لما انصرف من الطائف وحج حجة الوداع أنزل الله عليه هذه الآية?إنك ميت وإنهم ميتون ?[الزمر:30]. فشق ذلك عليه فنزلت: ?كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام?[الرحمن:27]. ثم أنزل الله تعالى: ?إذا جاء نصر الله والفتح ?[النصر:1]. فعلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد تقارب أجله، ونعيت نفسه، فتغير لون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وخنقته العبرة فخرج إلى المسجد، وأمر بلالا فنادى: الصلاة جامعة. وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: (( أوصيكم معاشر المسلمين بتقوى الله الذي فاز به الفائزون، وخسر بتركه الخاسرون، فإنه ?من يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب?[الطلاق:2،3].?ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ?[الطلاق:4].?ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا?[الطلاق:5]، إن الله كتب الموت على جميع خلقه، فلم يبق ملك مقرب، ولا نبي مرسل، فأوصيكم عباد الله بالاستمساك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وأوصيكم بالصلوات الخمس، بإسباغ وضوئها، وتمام ركوعها وسجودها، وبالزكاة من أموالكم، والأخذ بما أحل الله لكم في كتابه، وترك ما حرم عليكم، وكبائر الذنوب التي ليس عليها حجاب دون النار )).

Page 235