117

Icrab Quran

إعراب القرآن العظيم

Investigator

د. موسى على موسى مسعود

للإباحة توجبهما مجتمعين ومفترقين، ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت القوم ضاحكين وباكين، لأوجبت "الواو" أنك ضربتهم وهم على هاتين الحالين، وإذا قلت: ضربتهم ضاحكين أو باكين، لأوجبت "أو" أنك ضربتهم مرة على هذا الحال، ومرة على هذه الحال، فكذا في الآية، ولو أتيت فيها بالواو مكان "أو"، لصار المعنى: أهلكناهم بالليل وهم قائلون. و"البيات" بالليل، والقائلة بالنهار. فإن قيل: الجملة إذا وقعت حالًا فإن معها واو الحال؛ قيل: الواو مقدرة بعد "أو"، وإنما حذفت، لكراهة اجتماع حرفي عطف؛ وذلك لأن واو الحال هي حرف عطف فى الأصل. فإن قيل: لم خُص هذان الوقتان؟ قيل: لأنهما وقت غفلة، وقد قال المفسرون: إن قوم لوط أهلكوا وقت السحر، وقوم شعيب وقت القيلولة. قوله: (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ): إن قيل: لم عطف بالفاء والتراخى حاصل؟ قيل: لقرب ما بين المسافتين؛ بدليل قوله تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ) . قوله: (فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ): مفعول (نقص): محذوف، أي: نقص ما كان فى الدنيا. قوله: (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ): (الْوَزْنُ): مبتدأ و(يَوْمَئِذٍ): خبره، و(الْحَقُّ): صفة للوزن، أو خبر مبتدأ محذوف، أو بدلا من الضمير المستكن في الظرف. قوله: (مَعَايِشَ): جمع: معيشة، والياء أصلية متحركة في التقدير، بخلاف ما كان فيه الياء زائدة كـ "اسفينة وسفائن" و"صحيفة وصحائف". قوله: (إِذْ أَمَرْتُكَ): (إذ): ظرف لـ "تَسْجُدَ". قوله: (فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي): الباء متعلقة بفعل القسم المحذوف تقديره: فبما أغويتني، أقسم بالله؛ لأقعدن.

1 / 276