258

Muʾallafāt al-Saʿdī

مؤلفات السعدي

Editor

إبراهيم الإبياري

Publisher

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

القاهرة / بيروت

فأما قوله: (وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ) «١» فقد يكون من هذا الباب، أي: لم يخرج منفردًا عن مدين.
ويجوز أن يكون كقوله: (أَسْرى بِعَبْدِهِ) «٢» فتعديه بالباء.
وأما قوله في (أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ/ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) «٣» أي: لزمت حب الخير معرضًا عن ذكر ربي.
والجار فى موضع الحال. و«أحببت» بمعنى: لزمت الأرض، من قولهم:
أحبَّ البعير: إذا برك.
ومن قال: «أحببت» بمعنى: آثرت، كان «عن» بمعنى «على»، أي:
آثرت حب الخير على ذكر ربي.
ومن ذلك قوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)
«٤» فيما يتعلق به الجار وما ينتصب عنه «نُزُلًا» أوجه:
يجوز أن يكون «نزلًا» جمع نازل، مثل: شارف وشُرف.
قال الأعشى:
أو تنزلون فإنا معشرٌ نُزُلُ «٥»
فإذا حملته على ذلك أمكن أن يكون حالًا من شيئين:
أحدهما: الضمير المرفوع في «تدَّعون» .

(١) القصص: ٢٩.
(٢) الإسراء: ١.
(٣) ص: ٣٢.
(٤) فصلت: ٣١ و٣٢.
(٥) صدره:
قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا.

1 / 261