واضطرب كلامه فقال مرة: اللام لام القسم، وإن لم يدخل النون واحتج بأن النون ينفرد عن اللام، واللام ينفرد عن النون، كقوله «١» .
وقال مرة: إنها رد «٢» . ثم رجع عن هذا، وتذكر قول الخليل في قوله: (وَالشَّمْسِ وَضُحاها. وَالْقَمَرِ) «٣» من أن القمر لا يدخل على القسم، فقال: اللام زيادة، مثلها في قراءة ابن جبير (إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ) «٤» بالفتح، وقوله:
ولكنني من حبها لكميد «٥»
وبيت آخر في ديوان ابن الأعرابي.
ومن ذلك قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ) «٦» .
فقوله (طَوَّافُونَ) خبر مبتدأ مضمر، أي: أنتم طوافون. وقوله (بَعْضُكُمْ) / بدل من الضمير في قوله (طَوَّافُونَ) أي: أنتم يطوف بعضكم على بعض.
هذا أيضًا من طرائف العربية، لأن الضمير في قوله (طَوَّافُونَ) يعود إلى «أنتم» وأبدل منه قوله (بَعْضُكُمْ) . وقد مررت بك المسكين، ممتنع. ولكن يكون من باب قوله: «وما ألفيتني حلمي «٧»» «وأوعدني رجلي» وزعم الفراء أن التقدير: هم طوافون، وأنت لا تقول: هم يطوف بعضكم على بعض. ولو قلت: إن المبدل منه في تقدير الثبات.
«كحاجبيه معين» فربما يمكن أن يقال ذلك.
(١) كذا في الأصل. وظاهر أن للكلام بقية.
(٢) أي رد لكلامهم حيث أنكروا البعث.
(٣) الشمس: ١ و٢.
(٤) الفرقان: ٢٠.
(٥) المحفوظ: ولكنني من حبها لعميد.
(٦) النور: ٥٨. [.....]
(٧) من رجز. هو: أوعدني بالسجن والأداهم رجلي ورجله شثنة المناسم. أي: أوعدني بالسجن وأوعد رجلي بالأداهم.