242

Kitāb al-Iʿlām bi-Aʿlām Bayt Allāh al-Ḥarām - al-Juzʾ 1

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

وكثر كلام الناس ، وصار مظنة الفساد وكثرة القيل والقال ، فأمر السلطان سليم بصلبه على باب زويلة تسكينا للفتنة ، وكان صلبه فى حادى عشر ربيع الأول سنة 913 ه ، وبصلبه : انطفت الجراكسة كما انطفت دولة من قبلهم من أرباب الدولة من الأتراك والأكراد ، والعبيديين من الدول.

وهكذا شأن الدنيا الدنيا فى أبنائها تتقلب بهم وتتحول عليهم أى تقلب وأى تحول كما قيل :

ما اختلف الليل والنهار ولا

دارت نجوم السما فى الفلك

وملوك الجراكسة اثنان وعشرون ملكا أولهم الظاهر برقوق ، وأخرهم طومان باى.

ومدة ملكهم : مائة وثمانية وأربعون عاما ، وليس لطومان باى أثر لقصر أيام سلطنته ، والأشرف قانصوه مآثر جميلة وعمارة حسنة جليلة ( رحمه الله تعالى).

** ومما عمره السلطان قانصوه الغورى بمكة المشرفة :

باب إبراهيم : بعقد كبير جعل علوه قصربا ، وفى جانبه مسكنين لطيفين ، وبيوتا معدة للكرى ، حول باب إبراهيم وقف الجميع على جهات الخير ، ولا يصح وقف ذلك القصر لأنه فى المسجد ، وما أمكن العلماء أن ينكروا ذلك عليه فى أيام سلطنته ودولته لعدم إصغائه إلى كلام أهل الشرع والدين ، وعدم إقدام العلماء على الملوك والسلاطين للطمع فى الدنيا الدنية وللخوف على مناصبهم الاعتيادية.

** فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

وبنى أيضا ميضة خارج باب إبراهيم على يمين الخارج من المسجد هى بطالة الآن ، روايح عفوفاتها قد تصل إلى المسجد فيتأذى به المصلون ، فأبطلت

Page 259