150

Iclam Bi Aclam

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

Genres

فأتوا إلى الحبس ، واستخرجوا منه أبا محمد عبد الله بن المتوكل على الله ، ولقبوه المعتز بالله (1)، وبايعوه ، وعمره تسعة عشر عاما ، ولم يلى الخلافة أصغر سنا منه ، وخلعوا المستعين بالله فى أول سنة 33 ه.

وجيشوا إلى بغداد جيشا كثيرا إلى المستعين بالله ، وقاتلوه وقاتلهم ، ودام القتال شهرا ، وكثر القتل ، وغلت الأسعار وعظم البلاد ، وتلاشى أمر المستعين بالله إلى أن خلع نفسه ، وأشهد القضاة والعدول على نفسه بذلك ؛ فأخذوه ، وانحدروا به إلى وسط ، وحبسوه تسعة أشهر.

ثم ندب لما سعد الحاجب ، فذبحه فى الحبس ، فى ثالث شوال سنة 353 ه ، وله إحدى وثلاثون سنة.

واستمر المعتز بالله خليفة ، وكان بديع الحسن ، حسن الصورة ، وليس من الخلفاء أجمل منه حسنا ، وكان متضعفا مع الأتراك ، وكان صالح بن وصيف مستوليا على المعتز ، خائفا منه ؛ فاجتمع الجند عليه ، فطلبوا منه أرزاقهم ، ووعدوه إذا أنفق عليهم فقتلوه أشر قتلة.

ركبوا له على صالح بن وصيف ، فصفوا له الملك ، ولم يكن فى خزائنه مال يصرف عليهم ، فطلب من أمه ، وكانت تركية ، اسمها قبيحة ؛ لفرط جمالها بين النساء ، فأبت عليه وشحت بالمال ، وشحت بولدها وهو خليفة ، وكان معها مال عظيم ؛ فاتفق الأتراك على خلعه ، وركب عليه صالح بن وصيف ومحمد بن بغا ، أو أتوا إلى دار الخلافة وهجموا على المعتز ، وجروا برجله ، ووقفوه فى الشمس وعذبوه حتى خلع نفسه ، وأدخلوه الحمام ، ومنعوه من شرب الماء ، إلى أن مات عطشانا ( رحمه الله تعالى).

Page 167