140

Iclam Bi Aclam

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

Genres

الخلافة ، فاشتد ذلك على بنى العباس وخرجوا عليه ، وبايعوا إبراهيم بن المهدى ، ولقبوه المبارك فسار المأمون عليه ؛ فهرب منه ، واختفى ثمان سنين ، ثم جاء إلى المأمون فى صفر سنة 210 ه ، وتوفى على بن موسى الرضا فى سنة 230 ، وأسف عليه المأمون ، وأراد إقامة غيره.

وذكر الصولى : أن بعض أصحابه ، قال له : إنك فى بركة بأولاد على بن أبى طالب رضياللهعنه ، والأمر على برهم ، والأمر فيهم وكلمه العباسيون فى إعادة لبس السواد ؛ فأبى ، فكرروا عليه ذلك ، إلى أن أجابهم إلى ذلك ، وأعاد شعار السواد ، وكان كثير الجهاد ، وهو الذى فتح قرة حصار ، وكان كثير العبادة ، فقيل : إنه ختم فى شهر رمضان ثلاثة وستين ختمة ، وكان العلماء محجوبين فى أيامه ، يجبرهم على القول بخلق القرآن ؛ فدعوا عليه ، فأهلكه الله تعالى ، ويقال : أن سبب موته ، أنه اشترى كل سمكة تسمى الرعادة إن لمسها أحد ، أخذته النفاضة من ساعته لشدة بردها ؛ فأكل منها فمات لوقته.

وما أمن المأمون من إطهار ويب المنون ، ونقل من الملك جسمه إلى الهلك المصون ، وأولاه التراب عن الأحباب ، وسالت عليه العيون ، ورجع إلى ربه الكريم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون (1).

وكانت وفاته لاثنى عشر ليلة ، بقيت من رجب سنة 218 ، بأرض الروم ، ودفن بطرسوس ، وفيه قال أبو سعد المخزومى :

خلفوه بعريصتى طرسوس

مثلما خلفوا أباه بطوس

* * *

* فصل

لما مات المأمون ، ولى بعده الخلافة ، أبو إسحاق محمد المعتصم بن

Page 157