233

Icjaz Quran

إعجاز القرآن للباقلاني

Investigator

السيد أحمد صقر

Publisher

دار المعارف

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٩٩٧م

Publisher Location

مصر

كتابة إلى علي حين حصر ﵁ما أما بعد، فقد بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطبيين، وطمع فيَّ من لا يدفع عن نفسه. فإذا أتاك كتابي هذا: فأقبل إلى، على كنت أم لى. / فإن كنت مأكولا: فكن خيرآكل * وإلا فأدركني ولمّا أُمزَّقِ (٢) * * * ومن كلام علي بن أبى طالب ﵁ قال: لما قبض أبو بكر ﵁ ارتجت المدينة بالبكاء، كيوم قبض النبي ﷺ، وجاء عليّ باكيًا مسترجعًا (٣)، وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر، فقال: رحمك (٤) الله أبا بكر، كنت إلف رسول الله ﷺ وأنسه، وثقته وموضع سره، كنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم إيمانًا، وأشدهم يقينًا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء في دين الله، وأحوطهم على رسول الله (٥)، وأثبتهم (٦) على الاسلام، وأيمنهم على أصحابه، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، / وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله (٧) ﷺ سننًا (٨) وهديًا، ورحمة وفضلًا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، وأوثقهم عنده.

(١) قال المبرد ١ / ١٢ " الزبية: مصيدة الاسد، ولا تتخذ إلا في قلة أو رابية أو هضبة ... وقوله: وبلغ الحزام الطبيين، فإن السباع والخيل يقال لموضع الاخلاف منها: أطباء، واحدها طبى ... فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى في المكروه " (٢) البيت للمزق العبدى من قصيدة يعتذر فيها إلى النعمان بن المنذر، كما في اللسان ١٣ / ٢١ وطبقات فحول الشعراء ص ٢٣٢ والشعر والشعراء ١ / ٣٦٠ وبقية القصيدة في الاصمعيات ص ٤٧ (٣) م: " متوجعا " (٤) م: " يرحمك " (٥) س، ك: " على رسوله " (٦) ك: " وأيمنهم " (٧) س، ك: " وأقربهم برسول الله " (٨) م: " سمتا " (*)

1 / 143