296

Ibnāṭāl al-taʾwīlāt li-akhbār al-ṣifāt

إبطال التأويلات لأخبار الصفات

Editor

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

Publisher

دار إيلاف الدولية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Publisher Location

الكويت

فإن قِيلَ: قوله: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ أي: بمرأى مني وبمشهد مني، وقيل فِيهِ: بحفظي وكلائتي، وكذلك قوله: ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ أي: بحفظنا وكلائتنا.
وقيل: بمرآى ومشاهدة منا، وكذلك قوله: ﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ وكذلك قوله: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾.
وقيل: المراد به أعين الماء الَّتِي أخرجها من الأرض، وكذلك قول النبي ﷺ فِي المصلي: " بين عيني الرَّحْمَنِ " أي: بحفظه وكلائته، ومعناه: أن اللَّه حافظ للمصلي، أَلا ترى أَنَّهُ قَالَ: أنا خير لك ممن تلتفت إِلَيْهِ.
قيل: هَذَا غلط، لأَنَّ اللَّه تَعَالَى كان رائيا لَهُ ومشاهدا لَهُ قبل جريان الفلك، وقبل طرحه فِي اليم، وكذلك كان حافظا وكالئا قبل وجود الجريان وطرحه فِي اليم بقوله تَعَالَى: ﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾ فتبين أن كلائته لنا بالليل والنهار

2 / 350