Ibrahim Thani
إبراهيم الثاني
Genres
فخفق قلبها مرتاعا، فإن المكان موحش، وليس صادق بالرفيق المأمون. وليس ثم أحد فيما ترى إلا الخدم. ولكنها تجلدت وقالت: «أتعبت؟» قال: «لا. وإنما أود أن تعرفى أن ههنا مطعما وفندقا فإذا شئت بقينا.. بل بتنا أيضا وإلا فإلى الإسكندرية.. لماذا يجمح بك سوء الظن؟»
فتشهدت. وجاءت القهوة فشرباها. ونهض صادق ليتزود لسيارته من البنزين والزيت، وغاب قليلا ثم عاد بوجه كاسف وقال: «يظهر أن المحرك به بعض التلف.. أظنه يسيرا. وقد تركت عاملا يعالج أن يصلحه.. لا تخافى سنصل إلى الإسكندرية ولكن بعد الوقت الذى قدرناه.. هذا كل ما فى الأمر».
فعاودها الخوف وقالت: «وإذا تلف فى الطريق مرة أخرى؟»
فلم يطمئنها، بل زادها قلقا فقال: «يكون الله فى عوننا».
قالت: «ماذا تعنى؟»
قال: «ليس فى الطريق محطة أخرى ولست أتوقع أن يحدث تلف آخر. ولكن إذا حدث فإنه لا يكون فى وسعنا أكثر من أن ننتظر نجدة أحد المسافرين إذا كان يستطيع النجدة».
قالت: «فإذا لم يستطع».
قال: «نبيت فى السيارة، أو يحملنا أحد المسافرين معه إلى القاهرة أو الأسكندرية».
فنهضت تتمشى وهى تقول: «كان ينبغى أن أتوقع هذا».
فلم يرحمها وقال: «ألا ترين أن الأفضل والأسلم أن نبقى هنا؟»
Unknown page